اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
كشف موقع 'سيحاه مكوميت' الإسرائيلي عن أسلوب يستخدمه الجيش الإسرائيلي يطلق عليه اسم 'الضربة المزدوجة'، قائلا إنه استهداف مميت يتم من خلاله استهداف المدنيين والمنقذين.
وتحدث التقرير عن استهداف لعائلة عرفات في حي التفاح بمدينة غزة الأسبوع الماضي، مشير إلى أن امرأة تدعى آلاء عرفات (35 عاما) كانت عالقة بين الركام، وبقيت تتوسل طلبا للمساعدة، إلا أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إليها، ولقيت حتفها بعد أن نزفت حتى الموت، لأن الجيش الإسرائيلي هاجم بالطائرات المسيرة كل من حاول الاقتراب لإنقاذ العائلة، واستمر في ذلك لفترة طويلة بعد الغارة. وأسفرت الغارة عن مقتل ستة بالغين وسبعة أطفال.
وقد كشف الموقع، استنادا إلى مقابلات مع خمسة مصادر داخل الجيش ومراجعة عشرات الحوادث المشابهة، أن هذا النمط من الهجمات بات شائعا منذ السابع من أكتوبر. ومن أجل إحباط محاولات الإنقاذ، ينفذ الجيش ضربات إضافية في نفس موقع القصف، وأحيانا يقتل عمدا المسعفين والمنقذين، بحسب ضباط شاركوا في هذه الضربات وشهادات شهود عيان.
ويعرف هذا الأسلوب باسم 'الضربة المزدوجة'، ويعد جريمة حرب وفقا لخبراء القانون، لأنه يستهدف الطواقم الطبية المحمية بموجب القانون الدولي.
وأفادت مصادر أمنية للموقع بأن الجيش يستخدم هذا الأسلوب عندما لا يكون متأكدا من القضاء على الهدف، وأن منع إنقاذ الجرحى، وأحيانا قتل المنقذين أنفسهم، يزيد من احتمالية مقتل الهدف لاحقا إن لم يقتل في الضربة الأولى.
وقال أحد المصادر، ممن حضروا اجتماعات في غرف الهجوم بقيادة الجنوب وكان شاهدا على تنفيذ ضربات مزدوجة، إن الجيش يعلم أن هذا يعني حكما بالإعدام لعشرات، بل أحيانا لمئات المدنيين الجرحى العالقين تحت الأنقاض ومن يحاولون إنقاذهم.
وأضاف: 'إذا كان الهدف شخصية بارزة، فبعد الضربة الأولى تنفذ غارة أخرى لضمان فشل محاولات الإنقاذ. يقتل المسعفون والمنقذون، تشن غارة أخرى. هذا إجراء ثابت منذ السابع من أكتوبر'.
وأوضح أن الغارات تنفذ غالبا بواسطة طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو، دون معرفة مسبقة بهوية المستهدفين، سواء أكانوا من عناصر حماس، أو من الدفاع المدني، أو من طواقم الهلال الأحمر، أو من الأقارب والجيران.
وشارك مصدر ثانٍ في غارة استهدفت القيادين في 'حماس' أحمد غندور وأيمن صيام في مجمع تحت الأرض شمال غزة في نوفمبر 2023، وأسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين كانوا محتجزين كرهائن نتيجة استنشاق غازات سامة.
وقال إن الجيش استهدف لاحقا أشخاصا خرجوا من منزل قريب في محاولة لإنقاذ المصابين، مؤكدا أنه لم يكن هناك أي دليل على ارتباطهم بـ'حماس'.
وأضاف أن الغارات على الأنفاق تتسبب بانبعاث غازات قاتلة، لذا فإن منع الإنقاذ يُعد جزءا أساسيا من خطة الهجوم لضمان وفاة الهدف لاحقا.
لكن هذا التكتيك لا يقتصر على الهجمات تحت الأرض. فقد روى مصدر أمني ثالث واقعة منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى موقع احترق فيه أطفال أحياء.
وقال: 'أتذكر امرأة تبكي وتصرخ، جثة ابنتها كانت محترقة. الطفلة كانت لا تزال على قيد الحياة، والأم تتوسل لإنقاذها، والإسعافات تحاول الوصول، وأنت لا تسمح لهم بالدخول'.
وقد أصبحت هذه الضربات المكررة شائعة في الأشهر الأخيرة، حتى بعد استهداف مدارس. ففي مايو، قُصف معهد الفتيات في جباليا، وقال السكان إنه بعد محاولة إنقاذ الأطفال المحترقين، شن الجيش ضربة ثانية لمنع عمليات الإغاثة.
وفي أبريل، استُهدف معهد دار الأرقم في غزة، ما أسفر عن مقتل 27 شخصا، معظمهم أطفال، ودفن آخرون تحت الأنقاض، بينهم امرأة حامل بتوأمين، وزوجها، وأختها، وثلاثة من أطفالها. وعند وصول فرق الإنقاذ، تلقوا اتصالا من الجيش يطلب منهم مغادرة الموقع، لأنه سيقصف مجددا.