اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
تقرير خاص - شهاب
يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة مع تزايد حالات الإخفاء القسري والمفقودين منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، بالتوازي مع انتهاكات متصاعدة بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال، وصلت حدّ ممارسة سياسة تجويع وصفت بأنها 'مميتة'.
ويشير حقوقيون إلى أن الإخفاء القسري في قطاع غزة لا ينفصل عن السياسات العقابية التي ينتهجها الاحتلال منذ بداية الحرب، إذ باتت عائلات كاملة لا تعرف مصير أبنائها، الأمر الذي يضاعف من المعاناة الإنسانية ويجعل آلاف الأسر تعيش بين الأمل والخوف.
أكثر من 9000 مفقود منذ بداية الحرب
منسق المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً في غزة، غازي المجدلاوي، أكد أن عدد البلاغات الرسمية عن المفقودين تجاوز 5000 بلاغ، فيما تشير التقديرات الميدانية إلى أن العدد الفعلي يزيد على 9000 حالة.
وشدد المجدلاوي في حديثه لـ(شهاب) على ضرورة السماح العاجل للمنظمات الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالوصول إلى المعتقلين والمحتجزين الفلسطينيين، للكشف عن مصيرهم. كما طالب بوقف سياسة احتجاز جثامين الشهداء وتمكين العائلات من وداع ودفن أبنائها بكرامة.
وأشار إلى أن المركز أطلق منصة إلكترونية لتسجيل بيانات المفقودين بسبب صعوبة العمل الميداني، مؤكداً أن أي عملية عسكرية جديدة ستضاعف من حالات الفقدان والإخفاء القسري، خاصة في المناطق التي تشهد اجتياحات أو يُدعى أنها 'ممرات آمنة'.
مجاعة في السجون
من جانبه، قال رياض الأشقر، رئيس مركز فلسطين لدراسات الأسرى، إن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة تجويع متعمدة ضد الأسرى الفلسطينيين منذ بدء الحرب، وصلت إلى حد المجاعة.
وأوضح الأشقر في تصريحاته لـ (شهاب) أن ما يُقدَّم من طعام لغرفة تضم 12 أسيراً لا يكفي أسيراً واحداً، الأمر الذي أدى إلى إصابة الأسرى بالهزال وفقدان ما يقارب نصف أوزانهم.
وأشار الأشقر إلى أن معظم الأسرى المحررين يُنقلون مباشرة إلى المستشفيات بسبب تدهور صحتهم، لافتاً إلى أن هذه السياسة ليست قراراً ميدانياً، بل تأتي بتوجيه مباشر من وزراء في حكومة الاحتلال الذين يطالبون بتشديد ظروف الاعتقال وتقليص الطعام.
وكشف أن سياسة التجويع كانت سبباً في استشهاد عدد من الأسرى، بينهم الطفل الأسير وليد أحمد (17 عاماً) في سجن 'مجدو'، حيث أثبت التشريح أن حرمانه من الغذاء كان السبب الرئيس في تدهور صحته ووفاته.
مطالبات بوقف الانتهاكات
وطالب كل من المجدلاوي والأشقر المؤسسات الدولية بوقف صمتها، والتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم التي تُصنَّف كجرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، مؤكدين أن استمرار الصمت سيضاعف من معاناة المفقودين والأسرى على حد سواء.