اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٣ أيار ٢٠٢٥
كشفت تقارير أن شركة غوغل كانت على دراية بأنها لن تكون قادرة على إجراء عمليات المراقبة والتحكم في كيفية استخدام إسرائيل لتكنولوجيا الحوسبة السحابية القوية قبل التوقيع على صفقة مشروع نيمبوس المثير للجدل مع حكومة الاحتلال في عام 2021.
وأوضحت وثيقتان داخليتان اطلع عليهما موقع ذا إنترسبت الأمريكي مدى إدراك شركة التكنولوجيا العملاقة لخطر توفير أحدث أدوات الحوسبة السحابية والتعلم الآلي لدولةٍ تُتهم منذ زمنٍ طويل بانتهاكاتٍ منهجية لحقوق الإنسان وفظائعَ الحرب.
ولم تقتصر تفاصيل وبنود العقد المبرم بين غوغل و'تل أبيب' على عدم منح الشركة الأمريكية الحق في مراقبة إسرائيل بالكامل أو منعها من استخدام برمجياتها لإيذاء الفلسطينيين، بل أشارت الوثيقة الأولى أيضاً إلى أن العقد قد يُلزم غوغل بعرقلة التحقيقات الجنائية التي تجريها دولٌ أخرى في استخدام إسرائيل لتكنولوجيتها.
ما هو مشروع نيمبوس؟
مشروع نيمبوس هو اتفاق بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وشركتي غوغل وأمازون بقيمة 1.2 مليار دولار، يهدف إلى توفير خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لإسرائيل.
وتم الإعلان عن المشروع في عام 2021 من قبل وزارة المالية الإسرائيلية.
في ظاهره، كان الاتفاق يتعلق بتوفير خدمات الحوسبة السحابية بشكل مشترك بين غوغل وأمازون، بهدف مساعدة إسرائيل في بناء مراكز خوادم لتخزين البيانات بشكل محلي.
لكن مع مرور الوقت، تم الكشف عن تفاصيل مثيرة تتعلق باستخدام هذه الخدمات لأغراض مراقبة، حيث منحت إسرائيل قدرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الوجوه والصور، والتي تستخدم في المراقبة الجماعية للفلسطينيين.
كما تضمن المشروع تقنيات متقدمة لتتبع الأشياء وتحليل المشاعر، وهي تقنية يُحتمل أن تكون عرضة لمخاطر كبيرة في حال تم استخدامها بشكل غير أخلاقي.
ما هي أبرز ردود الفعل على مشروع نيمبوس؟
قوبل الإعلان عن توقيع العقد بين شركة غوغل والحكومة الإسرائيلية باحتجاجات واسعة منذ عام 2021.
ونظّم موظفو الشركة اعتصامات في مكاتبها في مدن أمريكية عدة، احتجاجاً على عقدها مع حكومة الاحتلال.
وقادت الاحتجاجات منظمة 'لا تكنولوجيا للفصل العنصري'، التي أشرفت على تنظيم مظاهرات ضد مشروع نيمبوس منذ عام 2021. وعارض موظفو غوغل علاقات الشركة مع إسرائيل، التي تشن حالياً حرباً مع غزة.
وقال المحتجون إن مشروع نيمبوس يدعم تطوير الأدوات العسكرية من قبل حكومة الاحتلال.
وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، قالت شركة غوغل إنها أنهت خدمة 28 موظفاً بعد أن شارك بعض الموظفين في احتجاجات على العقد الخاص بمشروع نيمبوس، بينما قال موظفون إن قرار الشركة 'إجراء انتقامي'.
وفي أغسطس/آب 2022، أعلنت مسؤولة كبيرة في غوغل استقالتها بسبب التصرفات العدائية التي تقوم بها الشركة بحقها، بعد أن أعلنت رفضها توقيع عقد مشروع نيمبوس مع جيش الاحتلال.
كيف تم استخدام مشروع نيمبوس في الحرب على غزة؟
سلّطت تقارير مختلفة خلال الأشهر الماضية الضوء على استخدام إسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في هجومها المستمر على غزة، وخاصة التحقيقات التي أجرتها وسائل إعلام إخبارية.
وكشفت التقارير عن استخدام برامج الذكاء الاصطناعي مثل 'الإنجيل' و'اللافندر' و'أربيل'، والتي استخدمت في المراقبة الجماعية لتحديد عشرات الآلاف من سكان غزة كأهداف، وتتبع الأشخاص واستهدافهم تحديداً في منازلهم، وإدارة 'مصنع اغتيالات جماعية' يعمل مع الحد الأدنى من الإشراف البشري.
وقال خبراء إن جيش الاحتلال اعتمد على مشروع نيمبوس في حربه التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في غزة، وهي 'القتل الجماعي للفلسطينيين بواسطة الآلات'.
ونقلت وكالة الأناضول عن أنتوني لوينشتاين، مؤلف كتاب 'المختبر الفلسطيني'، وهو كتاب نال استحساناً واسع النطاق حول صناعة الأسلحة والمراقبة في إسرائيل، أن 'شركتي غوغل وأمازون تدعمان عمداً الإجراءات الإسرائيلية'.
وقال إيرن كوهين، الضابط والمنظّم في نقابة عمال التكنولوجيا المتحدة والحلفاء (UTAW)، لوكالة الأناضول، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم تقنية غوغل كلاود كجزء من اتفاقية مشروع نيمبوس 'السرية للغاية'.
وأضاف كوهين: 'كانت هناك حملات عديدة تطالب بإنهاء العقد، لكن غوغل تُسكت هذه الأصوات مراراً وتكراراً'.
وبدعم أمريكي، ترتكب 'إسرائيل' منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.