اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
أظهر استطلاع رأي حديث الموقف الشعبيّ الداعم في الضفة الغربية وقطاع غزة، للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة 'حماس'، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي وتزايد المخاوف من مخططات التهجير القسري لسكان غزة، وتردي الأوضاع مع تزايد أعمال العنف من المستوطنين بالضفة الغربية.
وبيّن الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أن 57% من المستطلعة آراؤهم أعربوا عن رضاهم عن أداء حركة 'حماس'، في مقابل نسب أقل بكثير للفصائل الأخرى، ما يؤكد على مكانتها كأقوى فصيل فلسطيني على مستوى الدعم الشعبي، رغم تداعيات الحرب الطويلة.
وأظهرت نتائج الاستطلاع، الذي أُجري بين 1 و4 مايو 2025 وشمل عينة ممثلة من 1270 فلسطينيًا، أن 85% من سكان الضفة الغربية و64% من سكان قطاع غزة يعارضون نزع سلاح حماس حتى لو كان ذلك شرطًا لإنهاء الحرب على غزة.
كما عبّر 65% من المشاركين عن رفضهم لخروج القيادات العسكرية للحركة من القطاع كجزء من التسوية السياسية، وهو موقف يشير إلى قناعة راسخة بأن بقاء السلاح والمقاومة يمثلان عنصر ردع وحماية في مواجهة استمرار العدوان الإسرائيلي.
كما تُظهر نتائج الاستطلاع أيضًا فقدانًا عامًا للثقة في وعود المجتمع الدولي، إذ لا يعتقد غالبية الفلسطينيين أن (إسرائيل) ستنهي الحرب أو تنسحب من غزة حتى لو تخلت حماس عن سلاحها أو أطلقت سراح الأسرى الإسرائيليين. وتفسر هذه القناعة الشعبية سبب المعارضة الواسعة لمطالب نزع السلاح أو ترحيل قادة المقاومة، إذ يرى الفلسطينيون أن تلك التنازلات لن تحقق سلامًا حقيقيًا، بل ستفتح الباب أمام مزيد من العدوان والتهجير.
ورغم أن 47% من الفلسطينيين يتوقعون أن تحاول إسرائيل فرض التهجير القسري على سكان غزة، فإن المعطيات أظهرت أن الأغلبية لا تزال تفضّل البقاء والصمود في أرضها، في تأكيد على التمسك بالحق وعدم الرضوخ لمحاولات الاقتلاع أو التهجير.
وفي السياق ذاته، عبّر 88% من سكان الضفة الغربية عن تمسكهم بالبقاء في منازلهم حتى لو امتدت الحرب إلى مناطقهم، وهو ما يعكس ارتباطًا عميقًا بالأرض واستعدادًا لتحمّل التحديات مهما بلغت حدّتها.
أما بخصوص طرق إنهاء الاحتلال، فأظهر الاستطلاع أن 41% من الفلسطينيين لا يزالون يؤمنون بالكفاح المسلح كخيار رئيسي، متقدمًا على خيار المفاوضات (33%) والمقاومة السلمية (20%)، كما فضّل 33% من المستطلعة آراؤهم تشكيل مجموعات فلسطينية مسلّحة لحماية الأهالي من اعتداءات المستوطنين، ما يشير إلى تراجع الثقة بفعالية الوسائل الرسمية في هذا المجال.
وفيما يتعلق بالدعم الإقليمي، تصدّر الحوثيون قائمة الجهات العربية الداعمة للفلسطينيين بنسبة تأييد بلغت 74%، تلتها قطر (45%) ثم حزب الله (43%)، في مؤشّر واضح على الامتنان الشعبي لمواقف هذه القوى في دعم القضية والمقاومة.
من جهة أخرى، كشفت النتائج عن رفض شعبي واسع لرئيس السلطة محمود عباس، حيث أشار 80٪ من المشاركين إلى أنهم يطالبون باستقالته، في حين قال 20٪ فقط إنهم راضون عن أدائه. كما حمّلت أغلبية من سكان قطاع غزة المسؤولية الكبرى في معاناتهم لـ(إسرائيل) (51٪)، تليها الولايات المتحدة (28٪)، بينما لم تتجاوز نسبة من يلومون حماس 12٪، وهو انخفاض مقارنة بـ23٪ في استطلاع سابق قبل سبعة أشهر.
صعيد الواقع الإنساني بغزة، يعاني السكان أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث قال نصف المشاركين تقريبًا إنهم لا يملكون طعامًا كافيًا ليوم أو يومين، بينما أفاد 75٪ منهم أن عائلاتهم فقدت أحد أفرادها بين شهيد أو مصاب خلال الحرب. وتحدث الغزيون عن التنقل القسري من منزل إلى آخر عدة مرات منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، في ظل قصف إسرائيلي متواصل واستهداف للبنية التحتية.
ورغم هذه المعاناة، لم تؤدِ الحرب إلى انهيار التأييد الشعبي لخيار المقاومة، بل رسخت في وعي الجمهور قناعة بأن التخلي عن السلاح لا يؤدي إلى السلام، بل إلى مزيد من الإذلال والتهجير، وهو ما يفسر ارتفاع الأصوات الشعبية المتمسكة بحماس كسند عسكري ومعنوي في مواجهة مشروع الاحتلال.