اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن مقتل ياسر أبو شباب، قائد الميليشيا المتعاونة مع الاحتلال شرقي رفح، يمثل ضربة موجعة للمشروع الأمني الإسرائيلي الذي عملت عليه مخابرات الاحتلال، وتحديدًا جهاز الشاباك، خلال الشهور الماضية لتشكيل مجموعات موالية تعمل ضمن رؤيته لإدارة غزة.
وأكد عفيفة، في تصريحات صحفية للجزيرة نت، مساء اليوم الخميس، أن المعلومات المتداولة حتى الآن تصدر عبر الإعلام العبري فقط، ما يجعل الصورة غير مكتملة، ويُبقي باب الاحتمالات مفتوحًا حول الجهة المنفّذة للعملية.
ومع ذلك، فإن الفرضية الأقرب بحسب قراءته، هي أن المقاومة الفلسطينية تقف خلف الاغتيال باعتبار أن استهداف هذه الشبكات العميلة يأتي في صدارة أولوياتها داخل القطاع. إلا أن غياب إعلان رسمي من المقاومة يثير تساؤلات حول تفاصيل التنفيذ ودقته، خصوصًا في منطقة محمية بالكامل وتحت مراقبة الاحتلال.
وطرح عفيفة سؤالًا جوهريًا يتعلق بآلية الوصول إلى ياسر أبو شباب، إذ كان يتمركز داخل منطقة مصنفة آمنة إسرائيليًا وتتمتع بغطاء استخباراتي وجوي ورقابي مكثف عبر طائرات مسيّرة على مدار الساعة.
واعتبر أن الوصول إلى أبو شباب داخل هذا الإطار يطرح إشارات حول حجم الاختراق، أو وجود تسهيل أو خلل داخل المنظومة نفسها.
وفي قراءته للسيناريوهات المحتملة، يرى وسام عفيفة أن مقتل ياسر أبو شباب قد يكون نتاجًا لتصفية داخلية داخل المجموعة نفسها في سياق صراع على النفوذ والقيادة، كما لا يستبعد احتمالية الاختراق الأمني الذي أفضى إلى استهدافه من داخل الشبكة ذاتها.
ويطرح كذلك فرضية ثالثة تتعلق بعملية تصفية موجَّهة ضمن مسار إعادة هندسة إسرائيلية للمجموعات العاملة معها في غزة، إذا وصلت المنظومة الأمنية إلى قناعة بأن المرحلة المقبلة تتطلب وجوهًا أكثر انضباطًا وقابلية للدمج في مشروع الاحتلال.
وأشار عفيفة إلى أن العائلات والشارع في غزة يرفضون هذه الميليشيات بالكامل ويعتبرونها منبوذة ولا تمتلك أي قاعدة اجتماعية، الأمر الذي يعزز قابلية انهيارها السريع وعدم قدرتها على البقاء دون حماية الاحتلال.
وخلص عفيفة إلى أن مقتل أبو شباب لا يُغلق المشهد بقدر ما يفتح أسئلة جديدة حول من نفّذ العملية، وكيف تم تنفيذها بهذه الدقة، ولماذا في هذا التوقيت تحديدًا، مشيرًا إلى أن التحقيق في التفاصيل سيكشف حجم التغيير الذي يشهده ملف إدارة الاحتلال للمجموعات المحلية داخل غزة.
ياسر أبو شباب، فلسطيني من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وُلد عام 1990 وينتمي إلى قبيلة الترابين التي تعود جذورها إلى قريش وتُعد من أكبر قبائل جنوب فلسطين وسيناء والأردن. قبل اندلاع عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان معتقلا على خلفية قضايا جنائية، لكنه خرج من السجن بعد قصف الاحتلال لمقار الأجهزة الأمنية في غزة.
عاد اسم أبو شباب إلى الواجهة بقوة في 30 مايو/أيار 2025 بعد بث كتائب عز الدين القسام مشاهد تُظهر استهداف قوة من المستعربين شرق رفح، قبل أن يتبين أن القوة كانت تضم عملاء مجنّدين لصالح الاحتلال.
شكّل أبو شباب قوة مسلّحة في رفح خلال فترة سيطرة الاحتلال على المدينة، بدعوى تأمين إدخال المساعدات الإنسانية. ووفق تقديرات صحفية فلسطينية، تراوح حجم القوة بين 100 و300عنصر، مزودة بالسلاح وتتحرك على مقربة من مواقع الجيش الإسرائيلي وتحت رقابته المباشرة.
تمركزت إحدى مجموعات القوة قرب معبر كرم أبو سالم شرق رفح، فيما انتشرت مجموعة ثانية غرب المدينة ضمن نقاط توزيع المساعدات في إطار الآلية الأميركية – الإسرائيلية.
في بدايات ظهورها عُرفت المجموعة باسم 'جهاز مكافحة الإرهاب'، قبل أن تُعيد تعريف نفسها لاحقاً تحت مسمى 'القوات الشعبية' في مايو/أيار 2025. لاحقاً، ورد اسم قائدها في مذكرة أممية كشفتها صحيفة واشنطن بوست، تتهمه بقيادة عمليات نهب منظمة للمساعدات الإنسانية داخل القطاع.
حاول أبو شباب استثمار انتمائه القبلي للحصول على غطاء اجتماعي، غير أن قبيلته الترابين أعلنت براءتها منه رسمياً في 30 مايو/أيار 2025. وجاء البيان بعد تأكد الوجهاء من تورطه في دعم مباشر للاحتلال وتعاونه مع تشكيلات المستعربين، مشددين على أن القبيلة التي قدّمت الشهداء في صفوف المقاومة لا يمكن أن تغطي من يعتدي على الناس أو يعمل لصالح العدو.
كما أعلنت عائلة أبو شباب براءتها منه بشكل قاطع، مؤكدة أنها خُدعت بمزاعمه حول 'تأمين المساعدات'، لكن الأدلة المصوّرة كشفت تورطه الأمني.
وأكد البيان أن العائلة تعتبر 'دمه مهدوراً' ما لم يعلن توبته ويسلّم نفسه.
في 4 ديسمبر/كانون الأول 2025، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقتل ياسر أبو شباب في قطاع غزة على يد مسلحين مجهولين، بعد مسار طويل من الارتباط المباشر بالاحتلال.

























































