اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ حزيران ٢٠٢٥
في تطور ميداني لافت وتحرك نوعي، نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعًا مصورًا يوثق استهداف مجموعة من 'المستعربين' التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وهو ما حظي بتأييد شعبي واسع.
وحمل الفيديو في طياته رسائل استراتيجية وأمنية، أبرزها توجيه رسالة حازمة مفادها أن ملف العملاء والمتعاونين واللصوص بات على رأس أولويات كتائب القسام.
واعتبر مراقبون أن العملية تُعدّ إعلانًا صريحًا عن انتقال هذا الملف من أيدي الجهات الأمنية الرسمية، مثل وحدة 'سهم'، إلى كتائب القسام، في إشارة إلى أن التعامل معه سيكون 'مباشرًا وعسكريًا'.
كما حمل الفيديو رسائل 'من نار' لكل من تسوّل له نفسه التعاون مع الاحتلال تحت أي ظرف، أو إلحاق الضرر بالشعب الفلسطيني، والدخول في وحل الخيانة والعمالة.
وأظهر المقطع، الذي انتشر بشكل واسع، عناصر من وحدة المستعربين بلباس مدني وهم يتحركون بتنسيق مباشر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وينفذون عمليات تمشيط واقتحام للمنازل في منطقة حدودية شرق رفح، تحت غطاء جوي من طائرات الاحتلال.
وفي مشهد لافت، عرضت اللقطات تفجير أحد منازل المنطقة بعد تفخيخه من قِبل مقاتلي القسام، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوة الخاصة.
ووفق بيان لكتائب القسام، فإن الاحتلال استخدم عناصر المستعربين خلال عملياته البرية في القطاع لتنفيذ مهام حساسة، أبرزها تفتيش المنازل، والبحث عن الأنفاق والمقاومين، وزرع عبوات ناسفة، وتفخيخ منازل. كما تنقلت هذه القوات في مناطق التوغل باستخدام عربات مصفحة، ما يعكس خطورة المهام الموكلة إليهم وطبيعة الدعم الذي يتلقونه من جيش الاحتلال.
وكشف مصدر أمني في المقاومة أن هذه المجموعة تعمل ضمن ما وصفه بـ'عصابة ياسر أبو شباب'، وهي متورطة في التنسيق مع الاحتلال داخل مدينة رفح.
وقال: إن 'أفرادها قاموا برصد المقاومين ونهب المساعدات الإنسانية'، مؤكدًا أنه 'لن يتم التساهل مع أي عنصر يثبت تورطه، وسيتم التعامل معه كجزء من منظومة الاحتلال'.
تأييد شعبي
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إياد القرا أكد أن المعطيات الميدانية تظهر أن هذه المجموعة عملت تحت مسمى 'مكافحة الإرهاب'، كغطاء لأنشطة مشبوهة تصب في خدمة الاحتلال، مؤكدًا أن أفرادها تحركوا بغطاء عسكري إسرائيلي واضح، مستغلين وجود الاحتلال في مناطق شرق رفح.
وقال القرا في منشور عبر حسابه في موقع 'فيسبوك': إن 'في تطور مرتبط، كانت الأجهزة الأمنية التابعة لرام الله قد نعت قبل فترة قصيرة عناصر لها قُتلوا في ذات المنطقة، ليتضح الآن أنهم ضمن مجموعة أبو شباب، وقد قُتلوا في التفجير الذي نفذته كتائب القسام'.
وأكد أن هذا الاستهداف يأتي في سياق توجه واضح من المقاومة لضرب الأذرع المتعاونة مع الاحتلال، خصوصًا أولئك المتورطين في إرباك الجبهة الداخلية، سواء عبر العمل الأمني لصالح العدو، أو من خلال التحريض، والسرقة، وإثارة الفوضى.
وأشار إلى أن نتنياهو نفسه تحدث قبل أيام عن 'مشاهد غير مسبوقة يجري التحضير لها في غزة'.
وشدد القرا على أن ما يجري هو 'تطهير أمني وميداني' يستهدف شبكات متورطة في خيانة وطنية، قائلًا إن العدو لا يتحرك وحده، بل يستخدم أدوات محلية مكشوفة باتت في مرمى المقاومة.
رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أكد أن الفيديو الذي نشرته المقاومة لاستهداف عناصر من المستعربين يعود إلى منتصف الشهر الماضي، ويبدو أن العناصر التي تم قتلها نعتها صفحات على أنها تتبع للسلطة، منهم ضابط برتبة نقيب، وآخر برتبة مساعد، واثنان برتبة رقيب.
وقال عبده في منشور عبر حسابه في موقع 'إكس': 'المتوقّع من السلطة وفتح رفع الغطاء عنهم والتبرؤ من أفعالهم الخيانية'.
كما أكد محمد الأزهر عسلية أن التحقيقات والاعترافات كشفت أن ملف الفوضى والسطو تقف خلفه مخابرات الاحتلال وأجهزة استخبارات أجنبية، ويقوده مجموعة من العملاء.
وقال عسلية في منشور عبر حسابه في موقع 'فيسبوك': 'يتضح من الفيديو أن ملف المستعربين بات على طاولة كتائب القسام، ويتم التعامل معه على قدم المساواة مع الاحتلال'.
كذلك، اعتبر الناشط محمد الموحداني أن الفيديو الذي نشرته كتائب القسام لاستهداف من وصفتهم بـ'المستعربين' شكّل ضربة قوية ومباشرة للمتعاملين مع الاحتلال، مؤكدًا أن هؤلاء هم أفراد 'عصابة أبو شباب'، وهم مجرمون اختاروا طريق الخيانة والتعامل مع العدو.
وأكد الموحداني في منشور عبر حسابه في موقع 'فيسبوك' أن المقاومة وفّقت في كشف هوياتهم وتصفيتهم، وجمعتهم بحق مع فرق المستعربين من جنود الاحتلال، في رسالة واضحة حول طبيعة التعامل مع كل من يخون الوطن.
وقال الموحداني: 'هذا التحول في التعاطي مع أعوان الاحتلال يوحي بأن النمط ذاته من التعامل قد يُطبّق قريبًا على سلطة أوسلو'، مشيرًا إلى أن 'لحظة المفاصلة باتت تقترب، بحول الله'.
وأضاف أن 'الخيارات في العالم العربي اليوم محدودة وواضحة، فإما أن يكون الإنسان مع المرابطين، أو أن يكون في صف المستعربين والخونة'.
وأشار إلى أن 'كل الأنظمة الخائنة في المنطقة هي في جوهرها من فئة المستعربين، مهما حاولت التستر خلف الشعارات'.