اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ أذار ٢٠٢٥
أكد رئيس بلدية بيت لاهيا، علاء العطار، أن المدينة أصبحت منكوبة بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت 471 يومًا.
وقال العطار في مقابلة مع 'فلسطين' إن مدينة بيت لاهيا تعرضت لدمار شامل غير مسبوق خلال الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.
وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية لم تترك سوى الخراب، خاصة في البنية التحتية والقطاعين الزراعي والصناعي، مما جعل الحياة في المدينة شبه مستحيلة.
كارثة بيئية
وبيّن العطار أن مدينته تعيش أزمة خانقة في قطاع المياه، حيث دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 80% من الآبار المركزية التي كانت تزود المدينة بالمياه الصالحة للاستخدام.
وذكر أن الاحتلال استهدف 60% من المضخات الرئيسية، بما فيها مضخة مشروع بيت لاهيا المركزية ومضخة الحطبية، إضافة إلى تدمير 12 مضخة فرعية للصرف الصحي، مما يهدد بحدوث كارثة بيئية قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض، خاصة مع اقتراب فصل الصيف إذا لم تتم معالجة هذه المشكلة.
وأوضح أن جيش الاحتلال تعمد تدمير البنية التحتية والطرق في المدينة، 'مما أدى إلى صعوبة التنقل داخل الأحياء والمناطق المختلفة'.
وأشار إلى أن الاحتلال، خلال عدوانه البري على المدينة، استهدف أيضًا القطاع الزراعي بشكل مروع، حيث دمر الأراضي والمحاصيل الزراعية، وأتلف الآبار الزراعية التي كانت تشكل المصدر الأساسي لري المحاصيل، إلى جانب تدمير أنظمة الطاقة الشمسية التي كانت تُستخدم لتشغيل الآبار والمستودعات الزراعية.
سلة غذائية منهارة
وأضاف العطار: 'قبل السابع من أكتوبر 2023، كانت مدينة بيت لاهيا تعد السلة الغذائية الأساسية لقطاع غزة، حيث كانت الأراضي الزراعية والمزارع الحيوانية مصدر رزق أساسي للعائلات في المنطقة، لكن الحرب الإسرائيلية استهدفت القطاع الزراعي بشكل متعمد، فدمرت مزارع الدواجن والأبقار والأغنام، بالإضافة إلى برك السمك، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للأمن الغذائي في المدينة'.
ولم يكتف الاحتلال بذلك، بل عمد إلى تدمير كافة المنشآت الصناعية في المدينة، بما في ذلك المصانع المحلية وورش الحرف والصناعات الخفيفة، وفق العطار.
وأضاف أن الحرب استهدفت الشاحنات والآليات الخاصة بالبلدية والمواطنين، مما شكل تحديًا كبيرًا أمام جهود إعادة الحياة إلى المدينة، مؤكدًا أن 'الاحتلال كان يحاول محو كل مظاهر الحياة في مدينة بيت لاهيا وشمال القطاع، فكل شيء دُمر، والمدينة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى'.
منازل مدمرة وسكان تحت الأنقاض
ورغم الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة، أكد العطار أن نحو 95% من أهالي بيت لاهيا عادوا إلى منازلهم المدمرة، ليقيموا في خيام فوق الأنقاض أو بجانبها.
وقال إن أهالي المدينة، رغم الظروف الصعبة، أصروا على العودة إلى أرضهم، مؤكدين أنهم لن يتخلوا عن منازلهم مهما فعل الاحتلال.
وأشار إلى أن بلدية بيت لاهيا تعمل بكل جهد لفتح الطرق الرئيسية وإزالة الركام، إلا أن العدد المحدود من الآليات لا يكفي للتعامل مع حجم الدمار الهائل.
وأثنى العطار على الدعم المقدم من الأشقاء في مصر وقطر، الذين بدأوا العمل لإزالة الأنقاض وتسهيل الحركة داخل المدينة، لكنه طالبهم بزيادة عدد الآليات العاملة، موضحًا أن 'الآليات الحالية، وهي تسع فقط، لا تكفي حتى لتسوية طرق حي واحد من أحياء المدينة'.
دمار شامل للبنية التحتية البلدية
وفيما يخص البنية التحتية الخاصة بالبلدية، أكد العطار أن جميع مقرات البلدية الرئيسية والفرعية دُمرت بالكامل، كما دمر الاحتلال 23 آلية من آليات جمع النفايات الصلبة، مما أدى إلى تراجع قدرة البلدية بشكل كبير على جمع النفايات.
وأضاف: 'نحن الآن نستخدم العربات التي تجرها الحيوانات لجمع النفايات من أحياء المدينة، لكن الوضع لا يزال صعبًا للغاية'.
وأوضح أن هناك حاجة ماسة لاستعادة الآليات الثقيلة والمعدات اللازمة لتنظيف المدينة وتحسين الوضع البيئي، خاصة في ظل غياب الدعم الكافي لتوفير المعدات الضرورية.
واختتم العطار حديثه قائلًا إن مدينة بيت لاهيا تعيش مأساة مستمرة بفعل الحرب الإسرائيلية، وتحتاج إلى دعم دولي عاجل لإعادة بناء ما دمرته الحرب.

























































