اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
تقرير - شهاب
أثار مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة في قطاع غزة خلال المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية القاهرة، ضمن جهود وقف إطلاق النار وعقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى، موجة غاضبة من ردود الأفعال وعدة تساؤلات عن حقيقة الشرط الإسرائيلي.
بحسب محللين، فإن مطالبة الاحتلال نزع سلاح المقاومة الفلسطينية بغزة هو ضمن سياسية المماطلة والتسويف التي تنتهجها حكومة الاحتلال لمواصلة حرب الإبادة الجماعية التي طالت كل شيء بالقطاع، وأنه لا يتعدى كونه تكتيكًا تفاوضيًا هدفه إرباك المفاوض الفلسطيني وخفض سقف مطالبه.
ووفق مراقبين، فإن مطالبة الاحتلال نزع سلاح المقاومة كشرط لإنهاء الحرب المستمرة على غزة، يعني أن الاحتلال وداعمه الأمريكي يهدفان لتأبيد الحرب وليس إنهاءها، ويعني أنهم يسعون لمواصلة مخطط القتل لأجل القتل والإبادة وليس التهجير فقط.
وسارعت حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' إلى إعلان رفضها المطلق لمناقشة هذه المسألة، لكنها أكدت في بيان صحفي، أن قيادتها تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجددت 'حماس' تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي السياق، قال سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج، إن 'نزع سلاح المقاومة غير مطروح للنقاش ولن يتحقق، وسلاح المقاومة سيبقى ما بقي الاحتلال، لأنه وُجد لحماية شعبنا وحقوقنا الوطنية'.
'القتل فقط!'
الكاتب والمحلل السياسي العراقي لقاء مكي، قال إن 'حقيقة ما تريده إسرائيل لا يتعلق بنزع سلاح المقاومة كشرط لإنهاء الحرب، بل بافتعال الأسباب لاستمرار الحرب بغرض التهجير'.
وأضاف مكي، قال في منشور عبر صفحته بمنصة (X)، أن 'مشكلة إسرائيل ليست بالمقاومة في غزة، بل في غزة ذاتها، ولأن البحر لن يغرقها كما تمنى رابين ذات يوم، فلماذا لا يجري افراغها، فإن خلت من الناس، لن يعود للمقاومة أثر أو وجود'.
وأشار إلى أن، 'إسرائيل طرحت فكرة نزع سلاح المقاومة وهي تعرف أنها غير قابلة للتطبيق، وهي ستُرفض، بل وتعلم أن من بعد حماس، ستظهر من بين أنقاض غزة مقاومة أكثر تشددا، لذلك فهي لا تريد إنهاء المقاومة، بل تشتيت الشعب الذي صنع المقاومة، وأمدّها بالرجال، وذاد عنها، واحتضنها، وسيصنع غيرها إن لزم الأمر'.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي على أن 'هذه المعركة صفرية، ومن سيوقف إسرائيل هو إسرائيل ذاتها، وتفسير ذلك، أن استمرار القتل والبطش والعدوان، سيرهق القاتل حتى يتحول إلى مسخ يأكل بعضه بعضا.
وتابع: 'هي معضلة كبرى، وهذا النزيف لأهلنا في غزة موجع وفوق كل احتمال، لكن بديله هو الشتات والمنافي، وليست ريفيرا ترامب، ولا عطف نتنياهو بقليل من الدقيق والسكر'.
حقيقة ما تريده إسرائيل لا يتعلق بنزع سلاح المقاومة كشرط لإنهاء الحرب، بل بافتعال الأسباب لاستمرار الحرب بغرض التهجير. مشكلة إسرائيل ليست بالمقاومة في غزة، بل في غزة ذاتها، ولأن البحر لن يغرقها كما تمنى رابين ذات يوم، فلماذا لا يجري افراغها، فإن خلت من الناس، لن يعود للمقاومة أثر…
ومن جانبه، قال المحلل السياسي على أبو رزق، إن 'مقترح تسليم السلاح لا يعدو كونه نكتة سمجة، لا يوجد في غزة أي نوع من السلاح الثقيل، لا طائرات ولا دبابات ولا صواريخ باليستية ولا مسيّرات نوعية'.
وأضاف أبو رزق، في منشور عبر صفحته بمنصة (X)، أن 'السلاح الموجود في غزة مصنف ضمن السلاح الدفاعي الخفيف في القانون الدولي، أو السلاح الشُّرَطي، بما فيه من عبوات وقذائف الآر بي جي والياسين والغول المصنّع محليا'.
وأكد على أن وضع هذا الشرط لإنهاء الحرب يعني أن الاحتلال وداعمه الأمريكي يهدفان لتأبيد الحرب وليس إنهاءها، ويعني أنهم يسعون لمواصلة مخطط القتل لأجل القتل والإبادة وليس التهجير فقط.
وتابع: 'يعني أنهم يريدونها مقتلة على غرار سربرنيتشا دون أن يُخدش جندي إسرائيلي واحد، ومذبحة على غرار رواندا دون أي مقاومة تُذكر!'.
مقترح تسليم السلاح لا يعدو كونه نكتة سمجة،
لا يوجد في غزة أي نوع من السلاح الثقيل، لا طائرات ولا دبابات ولا صواريخ باليستية ولا مسيّرات نوعية،
والسلاح الموجود في غزة مصنف ضمن السلاح الدفاعي الخفيف في القانون الدولي، أو السلاح الشُّرَطي، بما فيه من عبوات وقذائف الآر بي جي…
'شماعة لاستمرار الإبادة'
من جهته، أكد الصحفي الفلسطيني سامي مشتهى، على أن 'السلاح الموجود في قطاع غزة اليوم هو نفس السلاح الموجود في كتير من البيوت العربية 'الكلاشنكوف'. كل شيء غيره دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.
وقال مشتهى، في منشور على صفحته على موقع 'فيسبوك'، إن مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، يهدف لسببين رئيسيين، أنه يريد الاستمرار في جرائم الإبادة الجماعية، ونزع تنازلات أكبر من المفاوض الفلسطيني.
وأوضح أن 'الاحتلال يريد فقط أن يستمر في القتل والإبادة لهذا يتم تضخيم موضوع 'الكلاشنكوف' كأنه صاروخ نووي!، ولو صح الاحتمال، حتى لو أعطيتهم كل أسلحة الكلاشنكوف، سيطلبون أكثر: 'فيه سلاح تاني؟ سلموه كمان'، وهيك بيستمر الابتزاز'.
وتابع أن 'مصطلح (نزع السلاح) مطاط، ولو في نية لوضعه شماعة لاستمرار الابادة، يتم استغلاله كذريعة لسنوات قادمة، كل ما تسلم شيء يطلبه شيء ثاني مش موجود عندك أصلاً'.
واستذكر الصحفي الفلسطيني الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حينما طالبته أمريكا منه تسليم 'سلاح الدمار الشامل' وهو لا يوجد لديه من الأصل، وتم شن حرب شديدة مدمرة بحجة السلاح.
وأكد على أن الاحتلال يستغل موضوع نزع سلاح المقاومة لورقة ضغط ليحصل تنازلات أكبر من حركة حماس خلال المفاوضات الجارية.
وكان الوفد المفاوض التابع لحركة 'حماس'، برئاسة رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، قد أجرى أمس سلسلة لقاءات في العاصمة المصرية القاهرة، مع مسؤولين مصريين، وبمشاركة مسؤولين قطريين، ضمن المساعي المشتركة بين القاهرة والدوحة لتقريب وجهات النظر وتثبيت اتفاق الهدنة.
وتأتي هذه التحركات في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، واستمر لمدة 58 يوماً، قبل أن يتنصل الاحتلال من بنوده ويستأنف عدوانه فجر 18 آذار/مارس 2025، مع فرض حصار مشدد على القطاع.