اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
في عالمٍ مختلّ الموازين، يمكن أن تتحرك حكومات وتستنفر جيوش من أجل جثامين أحد عشر جندياً إسرائيلياً، بينما يُترك 9500 فلسطيني مفقود في العتمة، لا أحد يسأل عنهم، ولا تُحرّك صورهم ساكناً في ضمير هذا الكوكب.
من أجل الجنود الإسرائيليين، تُعقد الاجتماعات الدولية وتُفتح قنوات الوساطة، وتُرسل الدول فرق الإنقاذ والمعدات المتطورة، حتى إن تركيا أرسلت 81 خبير إنقاذ ومركبات خاصة للبحث عنهم.
وينشغل العالم اليوم بالبحث عن جثامين أحد عشر جنديًا من جيش الاحتلال يُعتقد أنهم ما زالوا داخل قطاع غزة. اجتماعات طارئة، ووفود تتنقل، وتهديدات إسرائيلية بالعودة إلى الحرب إن لم تُستعاد الجثث.
في المقابل، يقف 9500 مفقود فلسطيني على هامش الاهتمام الدولي، نصفهم ما زالوا تحت الركام، والنصف الآخر لا يُعرف عنهم شيء منذ أسابيع طويلة.
حيث يعمل رجال الدفاع المدني الفلسطيني وحدهم بأدوات بدائية، يحفرون بأيديهم وسط الأنقاض، في سباقٍ مع الوقت والموت، دون دعم أو إسناد.
يقول المواطن أحمد حمدي، وهو من سكان حي الشجاعية الذي دُمّر بيته بالكامل: 'كل بيت في غزة فيه مفقود أو شهيد، ولا أحد يسأل عنا. العالم كله يتحرك من أجل جثث جنود الاحتلال، أما نحن فنبقى تحت الركام ننتظر معجزة.'
وتروي أم يوسف خليل ، وهي نازحة من حي الزيتون، بدموعها: 'ابني مفقود منذ 50 يومًا، لا أعرف إن كان حيًا أم شهيدًا. أبحث عنه بيدي بين الحجارة، بينما أرى الأخبار تتحدث عن إرسال فرق دولية للبحث عن قتلة أولادنا!'
هذا التفاوت الصارخ بين ما يُقدّم لضحايا الاحتلال وما يُحرم منه الفلسطينيون يعكس انحدارًا أخلاقيًا عالميًا وازدواجية فاضحة في المعايير الإنسانية.
'القانون الدولي فقد معناه عندما تُعامل جثة الجندي كقضية إنسانية كبرى، بينما آلاف المدنيين الفلسطينيين لا يُذكرون حتى في نشرات الأخبار.'
9500 إنسان مفقود في غزة ليسوا مجرد أرقام، بل وجوه كانت تبتسم، وأحلام توقفت فجأة تحت ركام المنازل.
وبينما تتواصل الجهود الدولية لاستعادة رفات الجنود الإسرائيليين، يزداد يقين الفلسطينيين بأن العالم اختار أن يرى المأساة بعين واحدة، وأن العدالة في هذا الكوكب باتت تفرّق بين دم وآخر.
وفي ذات السياق قالت أم إبراهيم، التي فقدت زوجها وأربعة من أبنائها: 'لا نطلب فرق إنقاذ ولا معدات متطورة... فقط أن يعترف العالم بأننا بشر، وأن أبناءنا يستحقون أن يُبحث عنهم'.
وتضيف ام إبراهيم بانه 'لم يطرق أحد بابي ليسأل عن المفقودين، ولا وصلت إلينا أي فرق مساعدة. يبدو أن دمنا لا يُثير اهتمام أحد ، كما يُبحث عن الآخرين.'
وتابعت “المجتمع الدولي يتعامل مع القضايا الإنسانية بانتقائية فاضحة، تجعل العدالة مفهومًا مرهونًا بالهوية والانتماء.”

























































