اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
بيت لحم معا- كشفت مايكروسوفت مؤخرًا عن أحد أكثر تطوراتها الطبية طموحًا حتى الآن: نظام ذكاء اصطناعي قادر على تشخيص الحالات الطبية المعقدة بدقة تفوق دقة الأطباء البشريين. تصف الشركة المشروع بأنه ' طريق نحو الذكاء الطبي الفائق '، وتوضح: هذا مجرد غيض من فيض.
العقل المدبر وراء هذه الخطوة هو مصطفى سليمان، رائد التكنولوجيا البريطاني والرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي، الذي يبني نظامًا يحاكي - حرفيًا - مجموعة من الأطباء الخبراء. يتعامل النظام مع حالات فحص طبية مختارة بعناية نظرًا لتعقيدها، من خلال طرح الأسئلة، وإجراء التحاليل، وطلب الفحوصات، والتوصل إلى التشخيص - تمامًا مثل الطبيب.
تمكّن النظام، القائم على التكامل مع نموذج o3 المتطور من OpenAI، من 'حلّ' أكثر من 80% من حالات الاختبار المعروضة عليه. في حين أن الأطباء البشريين، الذين تعاملوا مع الحالات نفسها دون مساعدة خارجية، لم يتمكنوا من تحقيق دقة سوى في 20% منها. علاوة على ذلك، يُعدّ هذا النظام حلاً فعالاً من حيث التكلفة، بفضل قدرته على تبسيط العمليات وتقليل طلب الاختبارات غير الضرورية.
لكن قبل أن نبدأ الحديث عن مستقبل بلا أطباء، تؤكد مايكروسوفت أن النظام لا يغني عن العامل البشري. وكتبت الشركة في منشور: ' للدور السريري للأطباء جوانب أعمق من مجرد التشخيص. فهم مطالبون بتجاوز حالة عدم اليقين، وبناء الثقة، ومرافقة المرضى عاطفيًا - وهي أمور لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها ' .
يُقدّر سليمان أنه خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة، ستعمل هذه الأنظمة بكفاءة شبه كاملة، مما قد يُخفّف العبء على أنظمة الصحة العالمية بشكل كبير. ويرى أن هذه خطوة للأمام نحو أنظمة طبية أكثر كفاءةً وذكاءً وعمقًا.
تم اختبار النظام على أكثر من 300 حالة طبية من مجلة نيو إنجلاند الطبية المرموقة ، والتي حُوِّلت إلى تحديات تفاعلية. ولهذا الغرض، استُخدمت نماذج أخرى من عالم الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ميتا، وجوجل، وأنثروبيك، وجروك من إيلون ماسك، وبالطبع تشات جي بي تي من أوبن إيه آي.
في صميم هذه العملية، توجد آلية تُسمى 'منسق التشخيص' - وهو نظام وكيل يعمل كطبيب خارق: يُخطط للفحوصات التي يجب إجراؤها، وما يُطلب، وكيفية الوصول إلى تشخيص مُستنير. وهو قادر على دمج المعلومات من مختلف المجالات الطبية، ويعمل بكفاءة عالية.
مع ذلك، تُشدّد مايكروسوفت على أن النظام لا يزال بعيدًا عن جاهزيته للاستخدام السريري الروتيني. كما يجب اختباره على أعراض أكثر شيوعًا وبساطة قبل أن يستبدل الاستماع بسماعة طبية أو شرح بشري أمام المريض.
لكن الاتجاه واضح: شيء كبير بدأ يحدث، وربما في المستقبل غير البعيد سوف يتمكن كل واحد منا من استشارة نظام يفهم الطب مثل الطبيب، أو ربما حتى أفضل.