اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
وسط ارتياح شعبي على المستويين الفلسطيني والعربي، قوبل رد حركة المقاومة الإسلامية حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، بإشادات من شخصيات ومؤثرين وصفوه بالذكي والمتوازن، باتجاه وقف الإبادة والحفاظ على الحقوق.
وأصدرت حماس بيانا الجمعة، أكدت فيه موافقتها على الإفراج عن كل أسرى الاحتلال أحياء وجثامين، وفقا لخطة ترامب التي أعلن عنها في وقت سابق.
وأبدت الحركة استعدادها الفوري للدخول من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة كل التفاصيل المتعلقة بتنفيذ الاتفاق. كما جددت موافقتها على تسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين بتوافق وطني واستنادا لدعم عربي إسلامي.
وحظي رد الحركة بتفاعل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما فيسبوك وتويتر. فقد وصف رئيس المرصد الأورومتوسطي متوسطي لحقوق الإنسان د. رامي عبده رد حماس بأنه 'يعكس فهمًا دقيقا للواقع الحالي'.
وأضاف أن رد حماس 'يحافظ على هامش لتحقيق ما يمكن من حقوق وطنية وحقن الدماء مع استحضار ضرورة أن يكون إطار وطني فلسطيني جامع يقرر في مجمل القضايا الوطنية'.
كما وصف الصحفي وائل أبو عمر رد حماس بأنه 'إيجابي وموزون'.
من جهته، قال الصحفي يوسف شرف: 'إن البيان الأخير لحركة حماس لم يكن مجرد رد على مقترح ترامب، بل درس سياسي استراتيجي يثبت أن المقاومة ليست مجرد بندقية في الميدان، بل عقل يعرف كيف يحمي الثوابت ويحاصر العدو بخياراته'.
وأضاف: 'حماس وضعت سقفًا واضحًا لمطالبها: وقف الحرب، رفض التهجير، الإفراج عن الأسرى جميعًا، الانسحاب الكامل، وتقديم المساعدات. لم يكن هذا مجرد تحدٍ، بل رسالة للعالم: هناك خطوط حمراء لا يمكن التنازل عنها، وهناك إرادة لحماية الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة'.
وخلص شرف، إلى أن بيان حماس 'يعكس نضجًا سياسيًا قلما يُرى في الصراعات المعقدة: قوة الميدان تلتقي مع العقل السياسي، والثوابت الوطنية تلتقي مع الاستراتيجية الدبلوماسية، والضغط على العدو يلتقي بالتصوير الدولي للمسؤولية'.
بدوره، الكاتب أدهم شرقاوي رأى أن 'رد حركة حماس موفّق جداً. يجمع بين فقه الواقع وما آلت إليه الأمور، وبين المحافظة على أكبر قدر من الثوابت'.
بينما الشاعر تميم البرغوثي عقب على رد حماس، بقوله: 'قبلوا شروطاً قبلوها من قبل ورفضوا شروطاً رفضوها من قبل، لا ذكر في بيانهم للقبول بنزع السلاح وتدمير الأنفاق وولاية توني بلير'.
'ضربة معلم'
في سياق ردود الأفعال الشعبية الفلسطينية العربية، وصف الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة رد حماس بأنه 'بيان متوازن، ومتوقّع في الآن نفسه. أما قبوله من قبل ترامب أو نتنياهو، فهذا شأن آخر، وما يتوقّعه الصهاينة هو استغلاله من قبل الأخير للتهرّب من وقف الحرب، استجابة لحلفائه، لكن ذلك سيرتّب مزيدا من النزاع بينه وبين المؤسّسة العسكرية والأمنية، بجانب أهالي الأسرى ومؤيّديهم'.
وتابع الزعاترة: 'الآن ينهض دور الوسطاء الثلاثة، ومن ساندهم، إذ عليهم أن يقنعوا 'أزعر واشنطن' بقبول الرد. لننتظر'.
المعلق الرياضي حفيظ دراجي وصف من ناحيته، رد حماس بأنه 'ضربة معلم... خطوة ذكية من حماس جمعت بين الحنكة والذكاء في إدارة الموقف وتعزيز شرعيتها وقوتها التي قلبت المعادلة'.
وأضاف: 'بدل أن تُترك وحدها في دائرة الاتهام أو تُصوَّر كطرف معرقل، نجحت في تحويل الضغط نحو (إسرائيل)، بعدما دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ــ المعروف بمواقفه المنحازة لـ(إسرائيل) ــ إلى المطالبة بوقف القصف على غزة فورًا'.
وتابع دراجي: 'هذه النتيجة تعكس قدرة الحركة على استثمار اللحظة السياسية وتوظيفها بما يخدم صورتها أمام الرأي العام الدولي، ويضع (إسرائيل) في موقع المُدافع بدل المُهاجم'.
في السياق، أوضح المؤثر الكويتي د. صلاح المهيني أن 'حماس لم تقل لترمب “لا”، بل ركزت على مطالبها وهي إنهاء الحرب وتحرير الأسرى. وتجاهلت مطلب نزع السلاح'.
ووصف ذلك بأنه 'ردّ ذكي يُفهم العدو أن السلاح ليس بنداً للتفاوض بل هو الحياة نفسها، ودهاء سياسي يفضح غباء الخصوم'.
كما رأى رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ ، ومؤسس وقف الأنصار د.محمد الصغير، أن رد حماس على خطة ترامب بمفردها أقوى من موقف الدول الإسلامية مجتمعة.
من جهته، عقب د. مراد علي، وهو رئيس تنفيذي لمجموعة من شركات الاستثمار في الدوحة، بقوله: 'رد حماس أخرج المقاومة من المأزق الذي وضعتها فيه الحكومات العربية والإسلامية بدعمها للخطة'.
وفي حين أكد أن 'من حق أهل غزة أن يفرحوا بوقف الإبادة'، تابع: 'علينا أن نعلم أن نتنياهو و(إسرائيل) لن يستسلما بسهولة ولن يقبلا بإحباط خطة تغيير المنطقة، ولن تتوقف جهود الصهاينة نحو تحقيق (إسرائيل الكبرى)'.
ورأى أن ما سيحدث 'هي هدنة مؤقتة قد تطول أو تقصر، والدور الآن على الحكام العرب والمسلمين للتحرك بناءً على ذلك، وليس تبعاً لأجندة ترامب أو نتنياهو'.
وفي مقابل الإشادة برد حماس، شكك صحفيون في جدية الاحتلال، مشيرين إلى استمرار الأخير في حرب الإبادة على غزة.
وقال الصحفي إسلام بدر بعد ساعات من مطالبة ترامب الاحتلال بوقف قصف غزة: 'القصف مستمر. إعلان الاحتلال بوقف الهجوم 'شكلي'. مرت غزة بليلة صعبة تحت وطأة القصف .. ولا يزال القصف مستمراً حتى الآن'.
من جهته، قال الصحفي محمد عثمان: 'بعد أمر ترامب الذي وجّهه للنتن (رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو) بوقف الحرب فورا.. مازال الطيران الحربي الإسرائيلي، أمريكي الصنع، يرمي بصواريخه، أمريكية الصنع أيضا، على رؤوس المدنيين في قطاع غزة'.
ومنذ أن بدأ الاحتلال حرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكب مجازر أدت إلى استشهاد وفقد 73,731 مواطن، بينهم أكثر من 20,000 طفل و12,500 امرأة، إضافة إلى إبادة 2,700 أسرة بالكامل من السجل المدني، كما أصيب أكثر من 162,000 غزي، بينهم آلاف حالات البتر، والشلل، وفقدان البصر.
وفي 18 مارس/آذار، انقلب الاحتلال على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، واستأنف حرب الإبادة الجماعية.

























































