اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
شهد الخطاب العسكري الأخير للناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، تحولاً نوعياً في توجهات المقاومة الفلسطينية، حيث كشف عن تحديثات مهمة في العقيدة القتالية واستراتيجية الاشتباك مع الاحتلال.
الباحث متخصص في الشأن العسكري والأمني رامي أبو زبيدة، قدم قراءة تحليلية لهذا الخطاب تبرز الأبعاد التكتيكية والسياسية التي تعكس واقعاً ميدانياً متجدداً وثقة عالية في قدرة المقاومة على إدارة المواجهة القادمة.
وقال أبو زبيدة إن الخطاب الأخير للناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، حمل رسائل نارية تعكس تحديثاً نوعياً في العقيدة القتالية للمقاومة الفلسطينية، ورسم معادلات اشتباك جديدة مع الاحتلال.
وأضاف أبو زبيدة، أن الخطاب جاء بلغة عسكرية دقيقة تعكس ثقة ميدانية وارتقاءً ملحوظاً في أداء المقاومة على أكثر من صعيد، موضحاً أن أبرز ملامح هذا الخطاب تتمثل في عدة نقاط رئيسية.
وأوضح أن أولى هذه النقاط هي 'تحول تكتيكي مستند للتجربة الميدانية'، حيث قال أبو عبيدة إن 'مجاهدونا يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة'، ما يشير إلى انتقال المقاومة من مرحلة التكرار إلى مرحلة التجديد العملياتي المستمر، مستفيدة من خبرات المعركة التي تعتبر الأطول في تاريخ فلسطين.
وأشار أبو زبيدة إلى تفعيل منظومة 'الكمائن المتقدمة' ومحاولات أسر الجنود، حيث أكد أبو عبيدة وجود 'عدة محاولات لأسر جنود في الأسابيع الأخيرة'، مما يؤشر إلى استمرار محور العمليات الخاصة رغم التحديات الجوية والاستخبارية، ويبرز استمرار الأنفاق أو البدائل عنها ضمن المشهد القتالي.
وأكد المختص بالشأن العسكري الخطاب سلط الضوء على استراتيجية 'المقتلة النوعية'، حيث يحدد القسام معادلة المرحلة عبر 'نزيف بشري مستمر في صفوف الاحتلال من خلال عمليات نوعية مركبة تشمل العبوات المضادة للأفراد والدروع والقنص والكمائن، مع إبقاء خيار الأسر حاضرًا'.
وأضاف أن المقاومة في غزة أصبحت 'مدرسة عسكرية عصرية'، موضحاً أن الميدان في القطاع يشكل مختبراً حياً لتطوير أدوات القتال غير المتكافئ، وتوليد تكتيكات تستنسخها حركات مقاومة في ساحات أخرى.
كما تناول الخطاب رفض المقاومة للصفقات الجزئية للأسرى، حيث قال أبو عبيدة إن 'رفض العودة لصفقات الأسرى الجزئية في حال فشل المفاوضات الحالية' يشكل تكتيكاً تفاوضياً برداء عسكري، ويعكس ثقة المقاومة بما تملك من أوراق قوة ميدانية ويمهد لاحتمالات تصعيد عسكري قادم في حال استمرار تعنت الاحتلال.
وختم أبو زبيدة بتحليل مضمون الخطاب، موضحاً أن المقاومة تستعد لـ'حرب استنزاف طويلة النفس'، مشيراً إلى أن الخطاب يؤكد أن المعركة ليست ظرفاً طارئاً بل صراعاً استراتيجياً طويل الأمد، يستند إلى المرونة الميدانية، الجهوزية النفسية، والعمق العقائدي.
وأضاف أن خطاب أبو عبيدة الأخير لا يكتفي بدوره المعنوي، بل يشكل 'أمر عمليات' يوجه الميدان، ويطمئن الحاضنة الشعبية، ويربك حسابات العدو، معتبراً أن المقاومة تتقدم عسكرياً وتناور تفاوضياً، مع رهان واضح على إنهاك الاحتلال بدلاً من مواجهته في معركة تقليدية.