اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد مهندس عملية نفق الحرية من سجن جلبوع الإسرائيلي القائد في حركة الجهاد الإسلامي محمود العارضة، أن الإفراج عن الأسرى الأبطال من سجون الاحتلال لم تكن لتأتي لولا التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا الفلسطيني وخاصة أبناء قطاع غزة، 'تاج الرؤوس'.
وأوضح القائد العارضة في تصريح خاص لوكالة 'شمس نيوز' اليوم الثلاثاء، أن أرض قطاع غزة أرض مباركة وعظيمة بوركت بدماء وتضحيات شعبنا واختلط ترابها بالدم الجارف، مشددًا على أن الإفراج عن الأسرى هو انتصار لشعبنا ولدماء أبطاله.
وعن شعوره بفرحة الإفراج رغم أنف السجان الإسرائيلي، قال: 'لا يمكن وصف هذا الإحساس، حقيقة كنت متفاجئًا من توقيت صفقة تبادل الأسرى إذ كنت أتوقع أن تكون في منتصف العام القادم، لكن أراد الله أن تكون قريبة وأن نرى هذه الفرحة وقد ارتسمت على وجوه جميع أبناء شعبنا الفلسطيني.
ويتمنى القائد العارضة أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن أوضاع الأسرى صعبة جدًا فما يجري في سجون الاحتلال لا مثيل له منذ أكثر من 100 عام.
ودعا، قادة شعبنا الفلسطيني لأن تكون قضية الأسرى على سلم أولوياتهم وأن تكون جزءً في أي اتفاق شامل فالجميع داخل السجون يترقب وينتظر الفرج والفرحة بالإفراج عنه.
وعن زيارته لقطاع غزة أشار مهندس عملية نفق الحرية القائد العارضة أن الغصة التي تعتصر قلوبنا هي الإبعاد، قائلًا: 'الإبعاد كان غير متوقع وهو مختلف جدًا، نحن كفلسطينيون لا نحبه ولا نحبذه مطلقًا، ولكنني لا أؤمن بالحدود لذلك جئت إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة لأكون بالقرب من قطاع غزة الذي دافع عن شرف الأمة.
وذكر القائد العارضة: 'عندما كنت في حافلة التحرر من سجون الاحتلال رأيت حدود قطاع غزة وكنت أتمنى أن أدخل إلى هذا القطاع الحبيب، وأنا لن أتردد من دخول غزة في يوم من الأيام'.
من هو محمود العارضة
ويعد محمود عبد الله العارضة أمير أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال الإسرائيلي وهو قائد عمليّة 'نفق الحريّة'، وقد نجح بالتحرّر، مع خمسة أسرى آخرين في السادس من شهر أيلول 2021، من سجن 'الجلبوع' في بيسان (احدى 'مناطق 48')، بعد حفر وتخطيط استمر لأشهر، تحدّى فيها تحصينات الاحتلال واجراءاته المشدّدة وأثبت فشلاً أمنياً اسرائيلياً.
والاسير المحرّر، ابن مدينة جنين، كان قد اعتقل بتاريخ 21-9- 1996 ب 'تهمة' الانتماء والعضوية في سرايا القدس، والمشاركة في عمليات للمقاومة أدت لمقتل جنود إسرائيليين، وحُكم عليه بالمؤبد و15 عاماً.
وكان العارضة قد حاول الفرار عام 2014 بحفر نفق من سجن 'شطة، في 'بيسان' أيضاً، ويعتبر من أقسى السجون الإسرائيلية حيث يتعرّض فيها الاسرى الفلسطينيون لشتى أنواع التعذيب والانتهاك، والنوم دون أسرّة، والاكتظاظ في زنزانة ثلاثة أمتار فقط.
وتعرّض 'العارضة' خلال فترات اعتقاله للعقوبات والتضييق، كما كان يعاني وضعاَ صحيّاً صعباً فعامله الاحتلال بسياسة 'الإهمال الطبي'، وقد تم عزله مرتين: عام2011 لمدة ستة أشهر دون ذكر الأسباب وعام 2014 استمرت الفترة لأكثر من سنة.
السجن والاعتقال لم يمنعا محمود العارضة من التقدّم على الصعيد العِلمي وتبوّء المناصب، فقد حصل على شهادة الثانوية العامة داخل أسره وشهادة البكالوريوس في التربية الإسلامية؛ و'يعتبر من المرجعيات الثقافية في داخل السجون' وألّف عددًا من الكتب والروايات من بينها 'الرواحل' و'تأثير الفكر على الحركة الإسلامية في فلسطين'، وغيرها من المؤلفات التي لم تنشر بعد، وانتخب عضواً في الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة في السجون ونائباً للأمين العام للهيئة.
وكان العارضة، قد اعتقل سابقاً في العام 1992 قبل ان يُتمّ السبعة عشر سنة، على خلفية مشاركته بانتفاضة الأقصى الأولى، حكم حينها بالسجن 4 سنوات أمضى منها حوالي الثلاث سنوات ونصف (41 شهراً) ليطلق سراحه خلال افراجات 'اتفاقيات أوسلو'.
وتم الإفراج عن محمود العارضة يوم الاثنين (13-10-2025) ضمن صفقة الأحرار 3 بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي وأبعد إلى جمهورية مصر العربية.
والأسرى الخمسة الاخرين الذين حرّروا أنفسهم في عملية 'نفق الحرية' عام 2021، هم:
¬ _ محمد قاسم عارضة (39 عامًا) من عرابة - جنين، ومعتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن مدى الحياة.
_ يعقوب محمود قادري (49 عامًا) من بير الباشا - جنين، ومعتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن مدى الحياة.
_ أيهم نايف كممجي (35 عامًا) من كفردان -جينين، ومعتقل منذ عام 2006، ومحكوم بالسجن مدى الحياة.
¬_ زكريا زبيدي (46 عامًا) من مخيم جنيين، وهو معتقل منذ عام 2019، وما زال موقوفًا دون حكم.
_ مناضل يعقوب انفيعات (26 عامًا) من يعبد - جنين، ومعتقل منذ عام 2019
وجميعهم تم الإفراج عنهم ضمن صفقات تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية التي توعدت الاحتلال بالإفراج عنهم رغم أنف السجان، ولم يبقَ في سجون الاحتلال من أسرى نفق الحرية سوى الأسير مناضل انفيعات ويعقوب قادري.