اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة خبر الفلسطينية
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
وكالة خبر
جاء في مقالة لصحيفة هآرتس نشرتها اليوم الجمعة:
ليتذكر شعب إسرائيل، في ملاجئه العامة التي تفوح منها رائحة الجوارب المتعفنة، محشورًا يلهث تحت نسيم مكيفات الهواء المليئة بالبكتيريا الفطرية، وهو يبرد وجهه المتعرّق من الركض في منتصف الليل، ممسكًا بأطفاله بقلق، ينتظر مذعورًا ومتأهبًا في غرفه المحصنة، يردد لنفسه أن هذه الغرف بالتأكيد مقاومة للصواريخ الباليستية التي تحمل رؤوسًا حربية تزن مئات الكيلوغرامات، ويرتجف عند سماع الانفجارات العنيفة، مدركًا بعيون متعبة أنه إذا لم يحالفه الحظ هذه المرة أيضًا، ستُدمّر حياته وربما يتوقف عن الوجود، كما وعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس علي خامنئي، وليتذكر شعب إسرائيل أن وزير دفاعه هو كاتس، وسيبقى كذلك حتى لو نسيه الشعب من قلبه، وهنا مكان لشكر الوزير المحترم، فكلماته دائمًا كلمات لاذعة.
التضحية الشخصية
إذن ليتذكر شعب إسرائيل، في ساعة الاختبار الوطني والتاريخي هذه، في الوقت الذي لا يزال فيه أسراه يتعفنون لأكثر من 600 يوم في أسر حماس في غزة، وخدم الاحتياط وعائلاتهم ينهارون، والجمهور يغرق في الصدمة والاكتئاب، والأسعار في السوبر ماركت ترتفع بلا توقف، ليتذكر في هذه الظروف وفي هذا السياق شعب إسرائيل زوجة رئيس الوزراء العزيزة، السيدة سارة نتنياهو، الحاصلة على درجة الماجستير في علم النفس، والثمن الشخصي الباهظ الذي تتحمله لسنوات عديدة، التضحية الشخصية الصعبة التي لا تطاق والتي طُلبت منها، بينما يقود القائد الأعلى هذه العملية ضد البرنامج النووي الإيراني. لقد ضحت بأفضل سنوات عمرها. من أجله. من أجلنا، يا شعب إسرائيل. ليكون لدى نتنياهو القوة لقيادتنا إلى الملاجئ. بدونها لم يكن ليكون هنا. بدونها لم نكن لنُقاد.
ثمن الحرب
ليتذكر شعب إسرائيل جرحاه، وللأسف قتلاه أيضًا. ولتُفقد العائلات أحباءها. وعلى الرغم من التقدير الكبير الذي يستحقه أبناء إسرائيل بحق، لا ينبغي لهم التباهي بمعاناتهم، لأن كل واحد منا يتحمل ثمنًا شخصيًا، لا أحد منا محصن منه، ولا حتى القائد الأعلى، ولذلك ليتذكر شعب إسرائيل، بينما يزيل جثثه من بين أنقاضه ويحاول معرفة من من أقاربه نجا في القصف الأخير ومن لم ينجُ، أن هذه هي المرة الثانية (!) التي يضطر فيها أفنير، ابن رئيس الوزراء، إلى إلغاء حفل زفافه (!) بسبب إطلاق الصواريخ. هذا بلا شك ثمن شخصي باهظ. لم تسلم ضربة التكاليف الشخصية حتى مقر إقامة القائد الأعلى الخاص. ليتذكر شعب إسرائيل أنه بالمقارنة بسارة نتنياهو، حياته عسل. آمين.