اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
يتواصل لليوم الثاني على التوالي الانقطاع الكامل لخدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في مدينة غزة وشمال القطاع، وسط تحذيرات متصاعدة من تداعيات إنسانية وإغاثية كارثية جراء هذا الانقطاع، الناجم عن تدمير البنية التحتية بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأوضحت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات أن الانقطاع الأخير جاء نتيجة قطع أحد المسارات الرئيسية لشبكات الاتصال، ما أدى إلى خروج الخدمات عن العمل تمامًا في مناطق واسعة، تشمل مدينة غزة والمناطق الشمالية المحاصرة.
وجاء في بيان نشرته الهيئة على صفحتها الرسمية:'في ظل استمرار العدوان وتجريف البنية التحتية، جرى انقطاع جديد يضاف إلى سلسلة الانقطاعات المستمرة في خدمات الاتصالات والإنترنت (...) ونعمل مع الشركاء لإجراء التنسيقات اللازمة لإعادة الخدمة'.
وتحذر الهيئة من أن استمرار انقطاع الاتصالات يهدد بانهيار كامل للمنظومة الإغاثية والإنسانية والإعلامية، إذ تُعد خدمات الإنترنت والاتصالات بمثابة شريان حيوي لتنسيق المساعدات الطبية والإنسانية، خاصة في ظل الحصار الكامل المفروض على شمال غزة.
وتضيف الهيئة:'نُهيب بكل الجهات المعنية التدخل العاجل لإتمام إصلاح الشبكة، فغياب الخدمات يترك السكان معزولين تمامًا عن العالم'.
منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في أكتوبر 2023، تتعرض شبكات الاتصالات والطاقة والبنية التحتية في قطاع غزة إلى تدمير منهجي متواصل، وفق ما وثقته منظمات محلية ودولية، في إطار ما يوصف بأنه حرب إبادة جماعية وبُنية تحتية.
ويُشير مراقبون إلى أن استهداف البنية التحتية ليس عرضيًا، بل يشكّل جزءًا من إستراتيجية إسرائيلية لعزل غزة عن محيطها، ومنع توثيق الجرائم، وإرباك عمليات الإنقاذ والمساعدات.
كما أدى انقطاع الإنترنت والاتصالات إلى شلل في التغطية الإعلامية من داخل غزة، حيث لا يتمكن الصحفيون والمؤسسات الإعلامية من إرسال تقارير أو توثيق الأحداث، ما يزيد من خطر التعتيم على الجرائم والانتهاكات الجارية، ويمنح الاحتلال هامشًا واسعًا للعمل بعيدًا عن رقابة الرأي العام العالمي.
يأتي هذا الانقطاع ضمن تصعيد شامل في الضفة الغربية وقطاع غزة، سواء عبر الضغوط المالية على السلطة الفلسطينية كما أشرنا في تقارير سابقة، أو عبر عزل غزة رقميًا وميدانيًا، في وقت يعاني فيه السكان من انعدام الغذاء والدواء والمأوى، خصوصًا في شمال القطاع الذي يتعرض لحصار خانق.