اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -في الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس جمعية نادي الأسير الفلسطيني، المؤسسة الوطنية الأولى التي انطلقت من داخل سجون الاحتلال لتكون صوت الأسرى والمدافع عن حقوقهم، أكد مدير النادي عبد الله الزغاري أن قضية الأسرى تمر اليوم بأخطر التحولات منذ عقود، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وما انعكس عنها من ظروف قاسية داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وقال الزغاري فيحديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': ، إن النادي الذي تأسس عام 1992 وحمل على عاتقه مهمة الدفاع عن الأسرى، يواصل رسالته الوطنية والإنسانية رغم حجم التحديات. وأضاف أن الحركة الأسيرة تواجه اليوم 'منظومة انتقامية متطرفة' تقودها الحكومة الإسرائيلية اليمينية، حولت حياة المعتقلين إلى 'جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى'.
وأشار إلى أن السجون شهدت خلال العامين الماضيين تصعيداً غير مسبوق، تمثل في حرمان الأسرى من أبسط حقوقهم التي يكفلها القانون الدولي، بما في ذلك الحق في الزيارة والرعاية الطبية. ولفت إلى أن 77 أسيراً استشهدوا خلال الفترة الماضية نتيجة التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة، فيما تتواصل الاعتقالات الإدارية التعسفية التي طالت أكثر من عشرة آلاف أسير بين جديد ومجدَّد.
وأوضح الزغاري أن ظروف الاعتقال ازدادت قسوة على أسرى قطاع غزة تحديداً، حيث يحتجز الآلاف منهم في ظروف صعبة، ويُحرمون من زيارة ذويهم بفعل قوانين إسرائيلية جائرة. كما تحدث عن عمليات تعذيب بشعة، بينها استخدام الكلاب البوليسية، والتحرش الجسدي، والإذلال الممنهج، في محاولة لكسر إرادة الأسرى وصورتهم أمام الرأي العام.
وفيما يتعلق بالمؤسسات الحقوقية، أكد الزغاري أن الاحتلال ضاعف من التضييقات عليها، إذ أوقف عمل عدد من المؤسسات الفلسطينية ومنعها من متابعة قضايا الأسرى، كما يضع عراقيل أمام المحامين والطواقم القانونية خلال زياراتهم للسجون. واعتبر أن هذه الممارسات تمثل محاولة لخنق العمل الأهلي الحقوقي والإنساني، وتجريد الأسرى من أي غطاء قانوني أو دولي.
ودعا مدير نادي الأسير المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، ووقف 'الإبادة الصامتة' التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، مؤكداً أن ما يجري يمثل كارثة إنسانية تتطلب تدخلاً عاجلاً لحمايتهم.
وفي ما يتعلق بخطط النادي للمرحلة المقبلة، شدد الزغاري على أن الأولوية ستظل الدفاع عن حقوق الأسرى، فضح الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، وحشد الدعم الشعبي والوطني لقضيتهم، مؤكداً أن النادي سيبقى عنواناً جامعاً للأسرى وبيتاً لهم ولعائلاتهم، وراية وطنية تحظى بثقة الجماهير الفلسطينية.
وختم الزغاري برسالة مؤثرة للأسرى وعائلاتهم قائلاً: 'نوجه لكم كل التحية والإجلال على صمودكم ومعاناتكم الطويلة داخل المعتقلات. أنتم عنوان الكرامة الفلسطينية، وصمودكم يجسد روح الرواية الوطنية. نعدكم أن نبقى أوفياء لقضيتكم حتى تنالوا حريتكم ويعيش شعبنا حراً على أرضه'.
يُذكر أن نادي الأسير، منذ تأسيسه قبل 32 عاماً، لعب دوراً محورياً في توثيق معاناة الأسرى، تنظيم الفعاليات الشعبية، المشاركة في الإضرابات، وإيصال صوت المعتقلين إلى العالم، ليصبح مظلة وطنية جامعة ورمزاً للصمود الفلسطيني.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: