اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣٠ أيار ٢٠٢٥
مجرد إعلان المبعوث الأمريكي ستيف وتكوف عن مقترحه لوقف إطلاق النار في غزة، اشتعل النقاش والحوار بين نشطاء محطات التواصل الاجتماعي بين مؤيد للمقترح، والمطالب بموافقة حركة حماس دون تردد، وذلك رحمة بأهل غزة، وبين رافض للمقترح، وشارحاً سلبيات المقترح، وخطورته على مستقبل الصراع مع العدو، ومستقبل أهل غزة.
شخصياً لم أشارك في التعليق على المقترح لا مع الموافقة، ولا مع الرفض، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: نحن في غزة نهفو إلى وقف إطلاق النار، فقد ضمرت مقومات حياتنا، وصرنا نطلق الأحكام من خلال واقع حياتنا البائس، ومنطلق تفكيرنا ذاتي أكثر منه موضوعي، فالجائع مشغول بكيفية الحصول على لقمة الخبز.
ثانياً: نحن في غزة نعيش النقص في المواد الغذائية، وهزلت أجسادنا، وضعفت قدراتنا، وصرنا أسرى لأوضاعناً المعيشية التي لا تسمح لنا بالتركيز، ولا حتى بالتفكير المتوازن، ومن ثم إبداء الرأي السديد بالقضايا المصيرية، والأمور السياسية العامة.
ثالثاً: نحن في غزة نصدر الأحكام العامة في القضايا المصيرية بانفعالية، فنحن نعيش في توتر وقلق وحزن وغضب وفزع وترقب، نحن في لهفة لأي خبر أو حدث يبعد عنا مقصلة الموت التي تتدلى فوق رؤوسنا.
رابعاً: نحن في غزة لا نمتلك المعلومة الوافرة عن المفاوضات ومجرياتها وحيثياتها وملابساتها، فلا يصير الحكم من بعيد في أمور لا نعلم دقائق تفاصيلها وتقاطعاتها.
خامساً: المفاوض الفلسطيني ليس مغفلاً، ولا هو جاهلٌ، ولديه اتصالاته المحلية والعربية والدولية، ولديه قراءته الدقيقة للواقع، ويدري بأحوال غزة وأهوالها، ويتابع بدقة تفاصيل العدوان، ولديه الرؤية لمستقبل الصراع مع العدو الإسرائيلي، والأثر النفسي لتواصل عذاب الناس، ويدرك الارتدادات السياسية والاجتماعية للقرار الذي سيتخذه بالموافقة على مقترح ترامب وأثر ذلك على مستقبل الصراع، أو بالرفض وتداعيات ذلك على حياة الناس.
يقول المثل الفلسطيني، اعط الخبز للخباز، حتى لو أكل نصفه