خاص ازدواجية المعايير في "فيفا".. حماية (إسرائيل) فوق القانون

في اجتماع الجمعية العمومية الـ75 للاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا'، الذي عقد الأسبوع الماضي في مدينة أسونسيون عاصمة باراغواي، قرر الاتحاد التعامل مع الطلب الفلسطيني من خلال لجان مستقلة، تنفيذًا لقرار مجلس 'فيفا' الصادر في أكتوبر 2024.

وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد تقدّم بطلب يُلزم لجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال التي شكّلتها 'الفيفا' سابقًا، باستكمال تحقيق عاجل بشأن الأندية الإسرائيلية الواقعة في المستوطنات غير القانونية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الرياضة الفلسطينية.

ورغم توصية اللجنة المُشكّلة من 'الفيفا' سابقًا بموقف تحذيري يمنح الاتحاد الإسرائيلي مهلة ستة أشهر للامتثال للوائح، على أن تُفرض عليه عقوبات في حال المخالفة، تجاهلت 'الفيفا' هذه التوصية، ولم تُحاسب الاتحاد الإسرائيلي أو تراجعه، معتبرة أن 'الخيارات الأخرى غير مجدية أو تفتقر إلى الشرعية الدولية'.

ويُشير الاتحاد الفلسطيني إلى أن كونغرس 'فيفا' الذي عُقد في 17 مايو 2024 في بانكوك، اتخذ عدة قرارات ضد الاتحاد الإسرائيلي، لكنها لم تُنفّذ حتى الآن، مما يعكس انحيازًا واضحًا وتناقضًا في المعايير.

ويؤكد محللون أن سلوك 'الفيفا' يثبت ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا الأعضاء، خاصة عندما يتعلق الأمر بدولة الاحتلال.

وقال الإعلامي الرياضي وائل عويضة إن '(إسرائيل) تُعامل دائمًا فوق القانون، ولا تخشى العقوبات لأنها تدرك أنها لن تُفرض عليها، وهو أمر يثير الاستهجان داخل المنظومة الرياضية العالمية'.

وأضاف عويضة لصحيفة 'فلسطين': 'بعض الدول بدأت تُبدي تململها من ممارسات (فيفا)، ومنها النرويج التي رفضت الانسحاب من الجلسة الأخيرة رغم تأخر رئيس الاتحاد جياني إنفانتينو، وبقيت لدعم الطلب الفلسطيني بإيقاف الاتحاد الإسرائيلي، لكننا لا نعلم كيف تُدار الأمور داخل أروقة (فيفا)'.

وأشار إلى أن إنفانتينو نفسه شارك قبل أربعة أعوام في مؤتمر إعلان 'صفقة القرن' في البحرين، رغم مخالفة ذلك لمبدأ عدم تسييس الرياضة، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول مواقفه.

من جانبه، أكد ياسر رضوان، عضو اتحاد كرة القدم الفلسطيني، أن الاتحاد لن يتنازل عن حقوقه وسيواصل المطالبة بها مستندًا إلى أدلة موثّقة، بدعم من اتحادات رياضية حرة حول العالم.

وقال رضوان لـ'فلسطين': 'نعتقد أن (فيفا) تتجاهل مناقشة الملف الفلسطيني لأنها تدرك أننا على حق، وهذا يضعها في موقف محرج أمام إسرائيل، كما أن لدينا سابقة عندما اتُّخذ قرار ضد الاتحاد الإسرائيلي ولم يُنفّذ'.

واختتم رضوان حديثه بالتأكيد على أن 'الفيفا' مطالبة بتطبيق قوانينها بعدالة، ومعاقبة كل من يخالفها دون تمييز، مشددًا على أن 'الحق لا يسقط طالما هناك من يطالب به'.