اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
غزة – شهاب
في خضم مفاوضات شديدة الحساسية تشهدها العاصمة القطرية الدوحة، عاد وفد الاحتلال الإسرائيلي إلى تل أبيب، في خطوة رأى فيها محللون سياسيون أنها لا تعكس انهيار المسار التفاوضي، بل محاولة مكشوفة لإعادة تسويق الصفقة للجمهور الإسرائيلي باعتبارها 'إنجازًا سياسيًا وأمنيًا'.
وفي تطور موازٍ، أثارت تصريحات المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، موجة استنكار واسعة من شخصيات فلسطينية سياسية وإعلامية، اعتبرتها 'منحازة' و'شيطانية'، وتُعيد إنتاج الرواية الإسرائيلية في الوقت الذي يُفترض فيه بالولايات المتحدة أن تلعب دور الوسيط النزيه.
وأعلن ويتكوف مساء اليوم عن إعادة فريق التفاوض من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأخير من حماس، والذي ادعى أنه ' يُظهر عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة'.
وقال الباحث والمحلل السياسي د. إياد القرا، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يبحث عن 'قصة انتصار' لتبرير قبوله بأي اتفاق، ويحاول صناعة مشهد يعزز صورته كرجل قوي، بينما الحقيقة أن المقاومة الفلسطينية قدّمت مرونة سياسية حاسمة فتحت الباب أمام صفقة تبادل واقعية.
وأضاف القرا في تحليل للموقف أن 'الكرة الآن في ملعب الاحتلال'، محذرًا من أن الاستمرار في المراوغة سيقود إلى انهيار المسار التفاوضي وفقدان فرصة تاريخية قد لا تتكرر بسهولة، خاصة أن المقاومة بلغت أقصى حدود التنازل التكتيكي دون المس بجوهر الثوابت أو منجزات معركة طوفان الأقصى.
وأكد أن أي تراجع جديد من جانب نتنياهو لن يُفسّر إلا كهروب متعمّد من الاتفاق، معتبرًا أن المقاومة لا تزال في موقع 'المبادرة المدروسة'، لا في موقف ضعف كما تحاول الرواية الإسرائيلية الترويج.
تصريحات 'ويتكوف' تثير الغضب
من جهته، استنكر الباحث والمحلل السياسي الدكتور إسماعيل الثوابتة، التصريحات التي أدلى بها المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بعد الرد الفلسطيني الإيجابي على المقترح المطروح. ووصف تلك التصريحات بأنها 'شيطانية ومنحازة ومرفوضة'، مضيفًا أنها تحاول قلب الحقائق وتزييف الواقع أمام المجتمع الدولي.
وقال الثوابتة إن هذه التصريحات تأتي في سياق 'الحرب النفسية والدعاية الإسرائيلية'، وتهدف إلى تبرير استمرار العدوان والتغطية على تعمّد الاحتلال عرقلة أي اتفاق شامل وعادل، يشمل وقف العدوان، وانسحاب القوات من غزة، وعودة النازحين، وضمان تدفق المساعدات، وبدء الإعمار.
وأشار إلى أن تحميل الطرف الفلسطيني المقاوم مسؤولية التعثر هو 'قلب للمعادلة'، وأن الوسطاء يعرفون أن الاحتلال هو من يضع العراقيل ويرفض تقديم أي ضمانات حقيقية.
ابتزاز سياسي وعودة لخطاب التهديد
بدوره، اعتبر الكاتب والباحث السياسي إبراهيم المدهون أن تصريحات ويتكوف الأخيرة 'سيئة جدًا'، وتبتعد عن دور الوسيط النزيه، حيث بدا وكأنه 'يتبنى موقف الاحتلال ويمارس ضغطًا مباشرًا على الفلسطينيين بدلًا من دعم مسار التهدئة'.
وقال المدهون إن الأجواء الإيجابية التي سادت في الدوحة، بما في ذلك الترحيب الدولي برد الفصائل الفلسطينية، تعرضت لنكسة بفعل التصريحات الأميركية التي قد تُعد محاولة ضغط لانتزاع تنازلات إضافية، رغم الطرح الحالي بالإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وإدخال مساعدات عاجلة.
وأضاف أن 'العودة إلى لغة الابتزاز والتهديد أمر مرفوض أخلاقيًا وإنسانيًا'، داعيًا إلى ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة هذه الضغوط، من خلال عقد لقاء وطني شامل يضم كافة القوى الوطنية، لأن 'ما يجري ليس مجرد مفاوضات، بل معركة وجود وطني'.