لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
برحيل الفنان الكبير لطفي لبيب، فقدت الساحة الفنية واحدًا من أبرز أعمدتها، ووجهًا محفورًا في ذاكرة المشاهد المصري والعربي. لم يكن لطفي لبيب نجم شباك، بل فنانًا مثقفًا وواعيًا ترك بصمته الخاصة في كل عمل شارك فيه، سواء في الكوميديا أو الدراما، في المسرح أو السينما أو الشاشة الصغيرة، على مدار أكثر من نصف قرن.
ويُعد لبيب واحدًا من أولئك القادرين على خطف الأنظار حتى في أصغر الأدوار، بما يملكه من حضور طاغٍ وأداء بالغ العمق والبساطة في آنٍ واحد.
رفيق الزعيم.. شراكة استثنائية مع عادل إمام
من أبرز ما ميّز مشوار لطفي لبيب الفني، هو تعاونه المتكرر مع الزعيم عادل إمام، إذ شكّلا ثنائيًا فنيًا في أكثر من 10 أعمال، أبرزها فيلم 'السفارة في العمارة' (2005) الذي لعب فيه لطفي دور السفير الإسرائيلي، وقدم أداءً كوميديًا ساخرًا لا يُنسى، ثم عاد ليظهر معه في 'مرجان أحمد مرجان' و'بوبوس' و'صاحب السعادة'، وغيرها من الأعمال التي أثبتت قدرته على مجاراة الكبار بخفة ظل واحترافية عالية.
داعم لجيل الشباب.. حِكمة الكبار وروح الجيل الجديد
لم يكن لطفي لبيب فنانًا يبحث عن البطولة الفردية، بل كان دائمًا 'الضلع الهادئ' الذي يمنح الأعمال ثباتًا واتزانًا، وساند جيلًا كاملًا من الشباب في بداياتهم، وشاركهم البطولات بكل تواضع.
وقدّم مع محمد هنيدي أفلامًا مثل 'جاءنا البيان التالي' و'يا أنا يا خالتي' و'أمير البحار'، كما تألق إلى جانب أحمد حلمي في 'كده رضا' و'عسل إسود'، وكان جزءًا أساسيًا من 'اللمبي' مع محمد سعد، و'طباخ الرئيس' مع طلعت زكريا، و'أسد وأربع قطط' مع هاني رمزي، وغيرها من الأفلام التي أصبحت علامات في السينما المصرية الحديثة.
حضور سينمائي بارز.. من 'فيلم ثقافي' إلى 'مرعي البريمو'
ما بين بداية الألفية وحتى السنوات الأخيرة، كان لطفي لبيب عنصرًا أساسيًا في تركيبة السينما. من أفلامه الخالدة 'فيلم ثقافي' (2000)، و'عايز حقي' (2003)، و'زهايمر' (2010)، و'مولانا' (2017) الذي أثبت فيه قدراته الدرامية العميقة، حتى في سنواته الأخيرة، شارك في أفلام كـ'مرعي البريمو' (2023)، محتفظًا بحيويته الفنية رغم التحديات الصحية.
نجم دراما من الطراز الرفيع
امتدت بصمته أيضًا إلى الدراما، حيث شارك في مسلسلات شديدة التنوع والأهمية، منها 'رأفت الهجان' و'أرابيسك' و'الزيني بركات' و'الملك فاروق' و'قضية صفية' و'لحظات حرجة' و'الأب الروحي' و'ونيس وأيامه' و'ونوس'.
من خشبة المسرح إلى قلب الجمهور
على خشبة المسرح، أثبت لطفي لبيب أصالة انطلاقته، فشارك في أعمال ذات طابع فكري وإنساني مثل 'الرهائن'، 'الملك هو الملك'، 'طرائيعو'، و'المغنية الصلعاء'.
وقدم مسرحًا يحمل رسالة ويعتمد على الأداء التمثيلي العميق؛ ما جعله يحتفظ بشغفه الفني رغم انتقاله إلى السينما والتلفزيون.
تجربة إنسانية موازية.. 'الكتيبة 26'
بعيدًا عن الأضواء، لم ينس لطفي لبيب ما عايشه على الجبهة، فدوّن تجربته في حرب أكتوبر في كتاب بعنوان 'الكتيبة 26'. لم يكن هذا الكتاب مجرد سرد حربي، بل شهادة إنسانية صادقة لفنان خاض معارك حقيقية، وعاد ليحارب على جبهة الفن بالكلمة والصورة والموقف.