اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
طوال العامين الماضيين، وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، تعمّدت إسرائيل استهداف الرياضيين الفلسطينيين، ومن بينهم حكام كرة القدم، فاستُشهد بعضهم، وأُصيب آخرون فأُبعدوا عن الميادين قسرًا.
خمسة حكامٍ استُشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية، فيما أُصيب سبعة آخرون، منهم من بُترت ساقه، وآخرون تعرّضوا لإصابات مختلفة.
التحكيم الفلسطيني فقد الحكم الدولي المساعد محمد خطاب، الذي ارتقى شهيدًا مع جميع أفراد عائلته، في قصفٍ صهيوني استهدف شقته السكنية في مدينة دير البلح. وكان خطاب من أبرز الحكام في غزة، وقد قاد قبل استشهاده بعدة أشهر مبارياتٍ في بطولة غرب آسيا للشباب بالأردن.
ولحق به زميله وابن مدينته، الحكم الدولي في لعبة الكرة الشاطئية هاني مسمح، بعد إصابته البالغة في البطن، ليغادر الساحة أحد أفضل حكامها خلال السنوات الأخيرة.
أما الثلاثي رشيد حمدونة وعمر الكيلاني ومحمد درابية، فقد قرروا عدم مغادرة محافظة شمال غزة، فكان مصيرهم الشهادة، كما كان حال كثيرين من أبناء شعبهم.
لم يغادر الشهداء وحدهم الميدان؛ فهناك من بقي على قيد الحياة، لكن الإصابة أجبرتهم على اعتزال التحكيم.
فالحكم رمضان صبرة بُترت قدمه اليسرى بعد إصابته بصاروخٍ إسرائيلي، ولم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذها لقلة الإمكانيات. أما زميله محمد النجار فأصيب بشللٍ نصفي، وينتظر كلاهما فتح معبر رفح البري للخروج لتلقي العلاج.
وفي جمهورية مصر العربية، يتلقى الحكم إسلام الشخريت العلاج بعد إصابته بكسورٍ متعددة في جسده إثر سقوط صاروخٍ من طائرة F16 على منزله بمدينة رفح في نوفمبر 2023.
الحكم محمود أبو حصيرة قرر اعتزال التحكيم نهائيًا بعد إصابةٍ خطيرة تعرّض لها خلال الحرب، إذ انتُشل من تحت الركام عقب قصف منزل عائلته، ولم يتعافَ تمامًا حتى اليوم.
كما فقد الحكم خالد بدير نجله الأكبر في الحرب، وأصيب هو بجروحٍ مختلفة جرّاء قصفٍ إسرائيلي استهدف المنطقة التي كان يتواجد فيها، ليصبح من الصعب عليه العودة إلى المستطيل الأخضر.
أما الشاب حازم الصوفي، فقد فقد الوعي لثلاثة أيام بعد انهيار المنزل الذي كان بداخله، ومكث في العناية المركزة لأكثر من أسبوع، قبل أن يتعافى جزئيًا، فيما لم يُعرف بعد ما إذا كان سيتمكن من استئناف هوايته في التحكيم.
ورغم كل ذلك، لم يصدر أي بيان إدانة من الاتحادين الآسيوي أو الدولي لكرة القدم، بل جرى سحب الشارة الدولية من بعض الحكام لعدم قدرتهم على مغادرة غزة المحاصَرة، دون حتى تواصلٍ معنوي معهم أو تضامنٍ رمزي.
وقال الكابتن عصام بشير، عضو لجنة الحكام باتحاد كرة القدم، لصحيفة فلسطين: 'الحكام كغيرهم من أبناء شعبهم، منهم من فقد منزله، ومنهم من فقد عائلته، ومنهم من فقد جزءًا من جسده، وهذا أمر متوقّع بسبب الحرب الشرسة التي استهدفت الكلّ الفلسطيني'.
وأكد بشير أن منظومة التحكيم في غزة ستتأثر بشدة بعد فقدان مجموعة من أبرز الحكام، إلى جانب اعتزال آخرين الميدان بسبب طول فترة التوقف وتقدّمهم في العمر، ما سيجعل مهمة اللجنة في إعداد جيلٍ جديدٍ من الحكام أكثر صعوبة وتحتاج إلى وقتٍ طويل.
لقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي عصب كرة القدم في غزة، لكنه لن ينال من عزيمة أبنائها الذين سينهضون من تحت الركام، ولن تنكسر لهم إرادة.

























































