اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد الناطق باسم مديرية الدفاع المدني محمود بصل، أنهم يواجهون تحديات غير مسبوقة في التعامل مع حجم الكارثة الإنسانية الناجمة عن القصف، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام عملهم خصوصاً في ظل الحديث عن قرب وقف حرب الإبادة في القطاع.
وأوضح بصل في حديث خاص لصحيفة 'فلسطين'، أن طواقم الدفاع المدني تلقت منذ بداية العملية العسكرية الأخيرة في مدينة غزة أكثر من 370 نداء استغاثة تتعلق بمواطنين مفقودين أو محاصرين تحت الركام، لكن ضعف الإمكانيات يحول دون الاستجابة الفعالة لها، مشيراً إلى أنه في حال دخول وقف النار حيز التنفيذ ستبدأ طواقم الدفاع المدني بعمليات البحث في تلك المناطق.
وبيّن بصل أن 'الاعتماد في الوقت الراهن على الكادر البشري فقط، دون توفر معدات ثقيلة كالجرافات والبلدوزرات اللازمة لإزالة الركام'. وقال: 'الاحتلال يمنع إدخال هذه المعدات إلى القطاع منذ بداية الحرب، ما يعرقل بشكل كبير عمليات الإنقاذ والانتشال'.
وبحسب تقديرات الدفاع المدني، فإن عدد الشهداء العالقين تحت الأنقاض في مختلف مناطق قطاع غزة يتجاوز 14,500 شهيد منذ بدء حرب الابادة، بينهم مئات لم تتمكن الطواقم من الوصول إليهم حتى الآن بسبب غياب الأدوات والمقدرات.
تأتي هذه التطورات في ظل دخول حرب الإبادة على قطاع غزة شهرها الرابع والعشرين، حيث أدت إلى انهيار شبه كامل في المنظومة الصحية والخدماتية. أكثر من نصف المستشفيات خرجت عن الخدمة، في حين تواجه البنية التحتية للبلديات والدفاع المدني عجزًا هائلًا في الوقود والمعدات.
وتشير تقارير أممية إلى أن نحو 85% من سكان غزة نزحوا قسرًا من منازلهم، وأن أكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظروف إنسانية كارثية مع شح الغذاء والماء وانعدام الخدمات الأساسية.
ووفق بصل، فإن مدينة غزة لا تزال تتعرض لعمليات قصف إسرائيلية متقطعة تستهدف بشكل أساسي المناطق الشمالية والحدودية، وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال التي تحاصر محاور المدينة وتمنع تحرك السكان باتجاه هذه المناطق.
وأضاف بصل إن 'الاحتلال يركز قصفه على الأبنية السكنية في المناطق الحدودية، حيث يتم استهداف بناية تقريباً في كل ساعة، بينما لم تُسجل منذ ساعات الفجر استهدافات مباشرة لأبنية داخل عمق المدينة'.
وأشار إلى أن مناطق مثل مفترق حميد، الصبرة، وتل الهوا باتت توصف عسكريًا بالخطوط الساخنة نتيجة تمركز القوات الإسرائيلية فيها.
ولفت بصل إلى أن عمليات القصف المستمرة أسفرت عن ارتقاء أكثر من 20 شهيداً منذ فجر أمس، فضلًا عن شهداء آخرين ما زالوا تحت الأنقاض، بينهم أفراد من عائلة العالول بعد استهداف بنايتهم قرب دوار أبو مازن جنوب غرب مدينة غزة.
ويعتمد الاحتلال – بحسب بيان جيشه – على تكثيف التواجد العسكري لتأمين قواته المنتشرة شمال وجنوب المدينة، مستخدمًا القصف الجوي والمدفعي والطائرات المسيرة والروبوتات العسكرية. لكن الميدان، كما يصفه بصل، يشهد 'استهدافًا مباشرًا للمدنيين ومنع وصولهم إلى مناطقهم، إذ يتم إطلاق النار على أي مواطن يقترب من الحدود'.
وختم بصل حديثه برسالة إلى العالم: 'يجب أن تنتهي الحرب وأن يُعاد بناء المنظومة الخدماتية والدفاع المدني والصحة والبلديات، وأن يتم توفير ما يلزم لتمكيننا من إنقاذ الأرواح وخدمة المواطنين. استمرار الوضع على ما هو عليه يعني المزيد من الشهداء تحت الأنقاض دون قدرة على إخراجهم'.