اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -في خطوة جديدة نحو تعزيز التنمية المحلية وتمكين الفئات المجتمعية، أطلقت بلدية بيت عوا جنوب الخليل مشروع 'مركز بيت عوا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية'، الذي يُعد أحد أبرز المشاريع التنموية في البلدة خلال السنوات الأخيرة، ويأتي بدعم وتمويل من القنصلية الفرنسية العامة في القدس، وبالتعاون مع اتحاد الهيئات المحلية الفلسطينية.
المشروع الذي جرى وضع حجر أساسه رسميًا اليوم، يُعد ثمرة رؤية مجتمعية شاملة تهدف إلى خلق فضاء مفتوح للإبداع والمبادرات الشبابية، وتوفير بيئة تمكينية تسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي وتوسيع فرص المشاركة المجتمعية.
رؤية استراتيجية لبناء الإنسان قبل المكان
وأوضح محمد مسالمة، المدير العام لبلدية بيت عوا، أن فكرة المشروع انبثقت من الخطة الاستراتيجية للبلدية ومن حاجات المجتمع المحلي بمختلف فئاته، مؤكدًا أن المركز “ليس مجرد مبنى جديد، بل هو منصة لبناء الإنسان وتعزيز قدراته وتمكينه اقتصاديًا واجتماعيًا”.
وأضاف مسالمة في حديثخلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000':“نهدف إلى أن يكون المركز منبرًا للمعرفة ومنصة للفرص، ورافعة للتنمية في البلدة، من خلال احتضان المبادرات الشبابية ودعم المشاريع الصغيرة، وتنظيم برامج تمكين وتدريب للفئات المختلفة، خصوصًا النساء والشباب والخريجين”.
وأشار إلى أن المشروع يأتي أيضًا في إطار شراكة دولية بنّاءة مع الهيئات المحلية الفرنسية، وتحديدًا مع بلدية أنسيني، التي تجمعها ببلدية بيت عوا علاقة تعاون منذ عدة أشهر، ستتوج لاحقًا باتفاقية توأمة لتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي.
برامج مجتمعية واقتصادية متنوعة
وبيّن مسالمة أن المركز سيضم مساحات متعددة الاستخدامات، تشمل قاعات لعقد اللقاءات والدورات التدريبية، وساحات مفتوحة للفعاليات العامة والبازارات الاقتصادية الأسبوعية التي ستشارك فيها جمعيات محلية ومؤسسات مجتمع مدني مثل جمعية بيت عوا النسوية، ونادي بيت عوا الرياضي، والمركز الثقافي، وجمعية بيت العمل لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف أن المركز “سيكون مفتوحًا أمام جميع فئات المجتمع” وسيشكل مساحة للأنشطة الثقافية والتعليمية والتراثية، إلى جانب كونه موقعًا على المسار السياحي الفلسطيني، مما يمنحه بعدًا إضافيًا في تعزيز الهوية الثقافية والاعتزاز بالتراث المحلي.
رافعة اقتصادية واستثمارية للمجتمع المحلي
وفي حديثه عن البعد الاقتصادي للمشروع، أكد مدير البلدية أن المركز “سيوفر فرصًا للاستثمار المحلي عبر إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة، وتنظيم بازارات ومعارض للمنتجات النسوية والحرفية”، مما يسهم في إعادة تنشيط الحياة الاقتصادية في البلدة بعد التحديات التي واجهها الاقتصاد الفلسطيني خلال السنوات الماضية.
وقال مسالمة: “نحن نؤمن أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بالشراكة، وأن المجتمع المحلي هو الركيزة الأساسية لصناعة التغيير، وهذا المشروع نموذج لهذه الشراكة الفاعلة”.
دعم فرنسي وإيمان بالتنمية المجتمعية
وحول طبيعة الدعم المقدم من القنصلية الفرنسية العامة في القدس، أوضح مسالمة أن التمويل جاء من خلال اتحاد الهيئات المحلية الفلسطينية، الذي يعمل على تمكين البلديات من تنفيذ مشاريع تنموية تخدم أوسع شريحة ممكنة من السكان.
وأكد أن “هذا التعاون يعكس إيمان القنصلية الفرنسية بدور التنمية المجتمعية في تعزيز الاستقرار والازدهار، وحرصها على دعم مبادرات تستهدف بناء الإنسان قبل البنية التحتية”.
مرافق وخدمات المركز الجديد
يتضمن المشروع إنشاء مركز ثقافي متكامل لعقد الدورات التدريبية والورش التعليمية، ومساحات خاصة للأطفال والمبتكرين الصغار، إضافة إلى توفير محال صغيرة قابلة للتأجير لدعم المشاريع الريادية.
كما ستُعقد في المركز دورات لتعليم اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية، إلى جانب برامج لبناء المهارات الاجتماعية والتواصلية.
ومن المتوقع – وفق مسالمة – أن يُنجز المشروع خلال 60 يومًا، على أن يتم افتتاحه رسميًا مع بداية العام المقبل 2026.
آفاق مستقبلية وخطط مكملة
وكشف مسالمة عن نية البلدية تنفيذ مشاريع إضافية تُعنى بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، مؤكدًا أن “تنمية الإنسان تسبق تنمية الحجر، وهي محور عملنا في البلدية”.
وأشار إلى إعادة تأهيل المركز الطبي في البلدة وتفعيل برامجه التوعوية، إلى جانب إطلاق مبادرة لتأسيس مجلس شبابي يعزز مشاركة الشباب في التنمية المجتمعية.
وفي ختام حديثه، شدد على أن مركز بيت عوا للتنمية هو “مشروع لأهل البلدة ومنهم وإليهم”، داعيًا المواطنين إلى المساهمة بأفكارهم ومبادراتهم لإنجاحه وتحقيق أهدافه.
“نعمل من أجل مستقبل أفضل لأطفالنا وشبابنا ونسائنا، من أجل تنمية مستدامة ومجتمع قوي لا ينهض إلا بأبنائه وبناته”، قال مسالمة في ختام كلمته.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: