اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٩ أب ٢٠٢٥
أنهى الموفدان الأميركيان توم باراك ومورغان أورتاغوس زيارتهما إلى لبنان، ووفق المعلومات فإنّ أجواء الزيارة كانت إيجابية، وقد توّجه الإثنان إلى إسرائيل بعد مغادرتهما إلى بيروت.
إلى ذلك، ترى مصادر متابعة، أنّ ما أعلنه باراك لجهة مسؤولية إسرائيل في تنفيذ التزاماتها الواردة في اتفاق وقف الأعمال النار بين لبنان وإسرائيل، كان مؤشراً بارزاً.
وفي تعليق على موقف المبعوث الأميركي قال مصدر سياسي إسرائيلي لقناة 'العربية:' إنّ 'لا نية لإسرائيل للاحتفاظ بالأراضي اللبنانية وإسرائيل ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعلية. والانسحاب من النقاط الخمس سيتم بموجب آلية منسقة مع لجنة اتفاق وقف النار'.
وفي السياق، قالت مصادر سياسية مسؤولة لـ'الجمهورية': 'إنّ حديث باراك عن أنّ المطلوب هو خطوة إسرائيلية مقابلة للخطوة اللبنانية ينطوي على تطوّر ايجابي ينبغي التوقف عنده ملياً'.
في المقابل، أوضحت مصادر مقربة من الخارجية الأميركية لـ 'نداء الوطن' أنّ ما أشار إليه باراك بالنسبة إلى خطوة إسرائيل التي تلاقي الخطوة اللبنانية بتنفيذ خطط نزع سلاح 'حزب الله'، لن تحصل إلا بعد خطوات ملموسة في عملية استعادة سيطرة الدولة على أسلحتها.
وأشارت المصادر إلى أنّ واشنطن تعرف تمامًا أنّ لبنان يقف عند مفترق طرق حساس، وأنّ الإدارة الأميركية منفتحة بإيجابية على قرارات الدولة اللبنانية وداعمة لها.
وأبلغت مصادر دبلوماسية 'نداء الوطن' أنّ زيارة باراك أمس هي 'لتثمين الخطوة اللبنانية وحمل رسالة تطمين إلى البيئة الشيعية ولسائر اللبنانيين، أن لا خيار آخر غير النهج الذي انطلقت منه الحكومة اللبنانية'.
لكن المصادر لفتت إلى 'أنّ 'حزب الله' ما زال يتمسك بخيار الحرب الأهلية في حال نفذ الجيش قرار الحكومة وأنه سينقسم في حال قرر التنفيذ. في المقابل تريد إسرائيل خطوات ملموسة، فهي تعتبر قرار الحكومة سياسيًّا وجيدًا على أن يذهب في اتجاه التنفيذ'.
وتخوفت المصادر 'من ألّا يستفيد لبنان من القرار الحكومي لفك عزلته فتستمر المواجهة بين إسرائيل و'حزب الله'، إلا إذا أقدمت الحكومة على خطوات عملية.
وكان باراك قد أجرى برفقة أورتاغوس سلسلة لقاءات مع الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.
وخلص في نهايتها إلى التأكيد على 'أننا نتحرّك في الاتجاه الصحيح'، فيما أكّد رئيس الجمهورية للموفد الأميركي أنّه 'بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تمّ الاتفاق عليها، فإنّ المطلوب الآن من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما أنّ المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دولياً لإطلاق ورشة إعادة الإعمار'.
أما رئيس المجلس، فسأل الموفد الأميركي 'عن الإلتزام الإسرائيلي بإتفاق وقف إطلاق النار والإنسحاب من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المعترف بها دولياً'، مؤكّداً أنّ 'ذلك هو مدخل الإستقرار في لبنان وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي إلى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني'.
فيما أكّد رئيس الحكومة 'أنّ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا'، مشدّدًا على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، بما يمكّنها من أداء المهام المطلوبة منها.
وبعد لقائه الرئيس عون، قال باراك للصحافيين، إنّه هنأ رئيس الجمهورية وفريقه 'على الخطوات الكبيرة التي تحققت إلى الأمام'. وقال: 'أعرف أنّ الكثير منكم يشعرون بالأمل، كذلك نحن نشعر بالأمل. وما حصل في ما يتعلق بمجلس الوزراء والوزراء والأشخاص، محاولة للعودة إلى المكان الذي نعرف فيه الازدهار والسلام أصبح قريباً. ولدينا امور أخرى يجب وضعها سوياً، وأعتقد أننا في الأسابيع المقبلة سنرى تقدّماً في نواحٍ عديدة. التقدّم هو حياة أفضل للجميع، للشعب وللجيران، وعلى الأقل بداية خريطة طريق لنوع مختلف من الحوار مع جميع جيراننا'.
وسُئل عمّا بعد القرار اللبناني فقال: 'الخطوة المقبلة تتمثل في الحاجة للمشاركة من الجهة الإسرائيلية، كما نحتاج إلى خطة اقتصادية للازدهار والترميم والتجديد لكل المناطق وليس فقط الجنوب. عندما نتحدث عن إسرائيل الأمر بسيط، وعندما نتحدث عن نزع سلاح 'حزب الله' فإنّ الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدّهم. إنّ ما كان مربكاً في الإعلام وفي المناقشات والمباحثات هو فكرة وجود قساوة بشكل ما. الفكرة هي أنّ الشيعة هم لبنانيون، وهذا قرار لبناني يستلزم تعاوناً من جهة إسرائيل'.
ورداً على سؤال آخر قال: 'نعم هناك دائماً مقاربة الخطوة خطوة. وأعتقد أنّ الحكومة اللبنانية قد قامت بدورها وقامت بالخطوة الأولى، والآن على إسرائيل أن تبادل ذلك بخطوة مقابلة أيضاً'.
وعمّا إذا كان 'حزب الله' ضدّ هذا القرار قال: 'سيكونون قد فَقَدوا فرصة'، لافتاً إلى انّه 'لا توجد أي تهديدات، لا أحد يفكر بالتهديد بل بالعكس. في هذه المرحلة من الوقت الجميع متعاون. فيما التعامل مع 'حزب الله' وكما قلنا دوماً، هو عملية لبنانية'.