اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
منذ نشأة الكيان الصهيوني عام 1948، والمنطقة العربية تعيش حالة دائمة من التوتر والتهديد. فإسرائيل، التي قامت على أساس التوسع والسيطرة، لم تُخفِ يوماً أطماعها في الأراضي العربية، ولا تزال سياساتها قائمة على فرض الأمر الواقع بالقوة، وتغيير معالم الجغرافيا.
كذلك التاريخ في فلسطين والمنطقة بأسرها.
لقد سعت إسرائيل، عبر العقود، إلى التمدد سياسياً وأمنياً واقتصادياً، مستخدمة أدوات متعددة، من الاحتلال المباشر كما في فلسطين والجولان، إلى التطبيع الاقتصادي والاستخباراتي مع بعض الدول، سعياً لتطويق العالم العربي من الداخل، وإضعاف الموقف العربي الموحد.
ولا تقتصر المخاطر على الجانب العسكري فحسب، بل تمتد إلى الهيمنة على الموارد الطبيعية، ومحاولات السيطرة على الممرات المائية الحيوية في البحر الأحمر والبحر المتوسط، إلى جانب الحرب الإعلامية والاختراق التكنولوجي التي تسعى من خلالها إسرائيل إلى فرض روايتها وتبرير ممارساتها العدوانية أمام العالم.
لم يخف قادة الكيان أطماعهم في لبنان، هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بموقعه وثرواته وشعبه، فلبنان يشكل لإسرائيل بوابةً استراتيجية نحو الشمال.
لقد تجسدت هذه الأطماع مراراً في التاريخ الحديث، بدءاً من الاعتداءات المتكررة على القرى الجنوبية، مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، الذي حاولت من خلاله إسرائيل فرض نظام موالٍ لها في بيروت، وصولاً إلى الحروب المتعاقبة التي سعت لتقويض المقاومة اللبنانية وإضعاف الدولة والسيطرة على القرار السياسي.
ليس ببعيدا مشهد مجرم الحرب بنيامين نتنياهو حاملا خريطته الزرقاء التي أشار من خلالها الى مشروع اسرائيل الكبرى أي احتلال الدول المجاورة لها، وليس ببعيدا أيضا قصف العاصمة القطرية الدوحة، وما بينهما الكثير من الأحداث في الدول المحيطة، كالتوغلات اليومية في سوريا، والتهديد المباشر للعراق، والهجوم على ايران.
توضح ممارسات العدو الاسرائيلي أنه لا يريد السلام في المنطقة، بل هو كيان توسعي قائم على اغتصاب الأرض والحق، وان كانت اتفاقياته المعلنة توحي بذلك، فان أهدافه يمكن فهمها واضحا على لسان المسؤولين الصهاينة، والأداء العسكري في الحروب الأخيرة لناحية توسيع الاحتلال وعدم الالتزام بالقوانين الدولية والانسانية.
لكن الشعب اللبناني، الذي ذاق ويلات الاحتلال، سيبقى صامداً في وجه هذه التهديدات، مدافعاً عن أرضه وسيادته وحقه في موارده الوطنية.











































































