اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
يصل اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى بيروت، بحيث تكتسب زيارته هذه المرة طابعاً رسمياً، وخصوصاً ان الحكومة اللبنانية اتخذت قراراً حازماً بما يتعلق بالسلاح الفلسطيني، والذي من البديهي أن يطرح خلال اجتماعات عبّاس مع المرجعيات الرسمية اللبنانية، علماً ان ثمة موافقة رسمية مطلقة من جهة الشرعية الفلسطينية على ما تقره الدولة اللبنانية، وفق ما لفت مصدر خاص لجريدة 'الأنباء' الإلكترونية.
وفي هذا الإطار، ذكّر المصدر أن موقف الشرعية الفلسطينية من السلاح الفلسطيني في لبنان واضح ومحدد، حينما كان خارج المخيمات سابقاً وحالياً داخل المخيمات، كما أنه سبق للرئيس عباس أن عبّر مراراً أن السلاح يجب أن يسلم الى الدولة اللبنانية وهو في خدمتها، وليس هناك من أي مشكلة في تسليمه الى السلطات اللبنانية.
ورأى المصدر أن الواقع الفلسطيني لم يكن يسير وفق رغبة وإرادة الشرعية أو السلطة الفلسطينية، إذ أن جزءاً منه كان مرتبطاً بمنظومة حزب الله وإيران والنظام السابق في سوريا، مشيراً الى أن 'اليوم هناك توجه جامع لدى القوى الفلسطينية في لبنان بألا تحدث مسألة السلاح أي مشكلات مع الدولة اللبنانية، لا بل على العكس من ذلك، سيكون هناك ترتيبات ضمن التوجهات التي تراها الدولة اللبنانية مناسبة'.
وفيما يتعلق بموقف حركة حماس، أوضح المصدر أن ذلك يحتاج الى ترتيبات معينة، مشدداً على أن حماس أو أي تنظيم فلسطيني لن يخرجوا عن إطار التوافق الفلسطيني، وجرى التعبير عن ذلك في الكثير من البيانات والتصريحات ومن أبرزها ما صدر عن هيئة العمل المشتركة، التي تضم منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل أخرى لا تنتمي الى المنظمة، ومن بينها حماس، إذ أكدت جميعها أنها تنتظر ما تقره الدولة اللبنانية لتتعامل معه بإيجابية مطلقة.
ووجد المصدر أن الظروف الإقليمية مناسبة اليوم لهذا التوجه العام، عبر تقوية الدولة، وامتلاكها وحدها قرار الحرب والسلم وحصرية السلاح، وبسط الاستقرار، خصوصاً وكما يبدو من المفترض أن تشهد المنطقة في المرحلة المقبلة هدوءاً واستقرارا وترسيماً للحدود وإنهاء أشكال النزاع.
وأشار المصدر الى أن زيارة عباس اليوم تأتي في سياق عهد جديد في لبنان، بعد تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية لسنوات، ومن الطبيعي أن تحصل، فإضافة الى معالجة أزمة السلاح، اعتبر المصدر أن لبنان مرتبط عضوياً في القضية الفلسطينية ووجود لاجئين فلسطينيين على أراضيه.
ماذا ستحمل أورتاغوس؟
يُتوقع أن تزور نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس لبنان في الأيام المقبلة، وما قد تحمله من طروحات خصوصاً في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة. زيارة المبعوثة الأميركية تطرح عدة أسئلة حول مضمون ما سيُبحث، بدءاً بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وصولاً الى إمكانية إعادة طرح مسألة اللجان المدنية، وهو ما قد لا تقبل به أطراف لبنانية، التي تشدد على الاحتكام الى اتفاق الهدنة عام 1949، وفق ما أفادت مصادر لـ'الأنباء'.
الى ذلك، أكدت أورتاغوس أن لبنان أنجز الكثير منذ تولي العماد جوزاف عون رئاسة الجمهورية إذ أنه أنجز في 6 أشهر ما لم يُنجز في 15 عاماً. وأشارت بحسب ما نقلت قناة الحدث عنها الى أن 'الولايات المتحدة دعت إلى النزع الكامل لسلاح حزب الله على كامل الأراضي اللبنانية وليس فقط في جنوب الليطاني'.
هذا ورأت مصادر لـ'الأنباء' أن لبنان يسير على خطى ثابتة وتتلاءم مع واقعه الداخلي وما عبّر عنه الرئيس عون مؤخراً ينسجم مع ذلك، حين أعلن أن حصر السلاح في يد الدولة سيكون بالحوار ومن دون تسرع أو مواجهة'.
ولفتت المصادر الى أنه رغم التغيرات السياسية في المنطقة، فبعض المسائل مرتبطة بتطورات المفاوضات الأميركية الإيرانية، وتحديداً لناحية الحزب وجزء من سلاحه.
وفي المقلب الآخر، تعتبر المصادر أنه يجب ممارسة بعض الضغوط على العدو الإسرائيلي لوقف الاعتداءات والانسحاب من المواقع ما زال يحتلها، تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، فلا يجوز السير بمنطق الكيل بمكيالين.
شكر للعراق!
أما على الخط الداخلي، فالزيارات الخارجية للرئيسين عون وسلام بدأت تنقل لبنان الى ضفة أخرى من الإنفتاح، وتأكيد موقع الدولة في العمق العربي، بخطاب وطني جامع بعيد عن سياسة المحاور، ويشدد على بسط سيادة الدولة والإصلاح.
وبعد عودته من العراق، أطلع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال زيارته الى قصر بعبدا أمس، على نتائج القمّة العربية التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد، وعلى أجواء اللقاءات التي عقدها على هامش القمّة.
وفي هذا السياق، شكر الرئيس عون في اتصال هاتفي رئيس الحكومة العراقية على مبادرته تقديم مبلغ 20 مليون دولار للبنان مساهمة من الدولة العراقية في مسيرة التعافي في لبنان التي أعلن عنها خلال انعقاد قمة بغداد.
كما تناول اللقاء بين الرئيسين عون وسلام، نتائج ما خلصت اليه زيارة الرئيس عون إلى القاهرة وروما، كما جرى البحث في الانتخابات البلدية والاختيارية، والتحضيرات الجارية للمرحلة الرابعة والأخيرة في محافظتَي الجنوب والنبطية.
أوروبا والعقوبات على سوريا
كما يبدو أن الاتحاد الأوروبي لحق بركب الولايات المتحدة الأميركية باتخاذ قرار رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا. وبحسب ما أشارت مصادر مراقبة بأن هذه الخطوة تصب في دعم الإدارة السورية الجديدة والشعب السوري لانطلاقة جديدة، بعد أعوام من ظلم النظام السوري السابق بحقه وإدخاله في أتون مظلم.
ورفع العقوبات الأميركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الى المملكة العربية السعودية، يبدو أنها تخضع لمراجعات فنية تمهيدا للمرحلة التنفيذية.