اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
يشهد لبنان تصاعدًا مُقلقًا في ملف العملاء المتعاملين مع الاستخبارات الإسرائيلية، مع تسجيل موجة توقيفات متوالية طالت حتى الآن 21 شخصًا، وفق ما أعلن مصدر قضائي لـ'الشرق الأوسط'.
واللّافت في هذه الجولة الجديدة من الاعتقالات الطابع الفردي وغير المرتبط بشبكاتٍ تقليديةٍ، ما يعكس تبدّلًا في تكتيكات الموساد الإسرائيلي، الذي بات يعتمد سياسة 'الصياد المنفرد'، مستهدفًا أفرادًا داخل بيئة 'حزب الله' وحتى في صفوفه التنظيمية.
وفي جديد ملف العملاء، أفادت مصادر 'الحدث' بأنّ 'الأمن اللبناني اعتقل عضوًا في حزب الله يتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية في بلدة حاروف بقضاء النبطية جنوبي لبنان'.
ولفتت المصادر إلى أنّ 'عضو حزب الله الذي اعتقله الأمن اللبناني في بلدة حاروف بتهمة التعاون مع إسرائيل يدعى محمود أيوب'.
كما كشفت مصادر 'الحدث' عن أن 'عضو الحزب يشغل موقع المدير المالي في مستشفى راغب حرب، وتمّ توقيفه بواسطة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني بالتنسيق مع حزب الله'.
وكُشِفَ مؤخّرًا عن ارتباط أكثر من شخصٍ ضمن بيئة الحزب بالموساد الإسرائيلي. إذ أُلقي القبض في وقت سابق على العميل الإسرائيلي محمد صالح، وذلك بعد بلاغٍ قُدِّمه وكيل محل تحويل الأموال في الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتسارعت المعلومات عن صالح في الساعات الأخيرة بعدما ادّعى عليه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، بتهمٍ تشمل التعامل مع الجيش الإسرائيلي والتورّط في التسبّب بقتل لبنانيين، بينهم مسؤولون في حزب الله.
وصالح، الذي كان يعمل في تجارة العملات والبورصة، بنى علاقة ثقةٍ مع المحل على مدى أشهر، لكنّ الأمور تغيّرت عندما طُلب منه تحويل مبلغ 20 ألف دولار، ليختفيَ بعدها ويترك المبلغ الفعلي الذي كان 18500 دولار عالقًا.
حاول صاحب المحل استعادة ماله، وعندما أجبر صالح على القدوم إلى المحل، فتّش هاتفه للتحقّق من حساباته المالية، فاكتشف ما هو أخطر من الأموال.
وأثناء التدقيق وجد صاحب المحل رسائل بريد إلكتروني من شخصٍ يُدعى 'لويس'، يطلب من صالح التحرّي عن شخصياتٍ ومعلوماتٍ دقيقةٍ تخصّ 'المنظمة'، وهو تعبير يشير إلى حزب الله، من بينها 'أنواع الدراجات النارية، وآليات الإسعاف، والمدفعية وتموضعات العناصر'.
وسارع صاحب المحل إلى إبلاغ حزب الله، ليعترف صالح بأنه جُنِّد من قبل الموساد الإسرائيلي أثناء وجوده في العراق، عبر إعلان دعائي على فيسبوك.
وبحسب التحقيقات الأولية، طُلب من صالح إعادة الانتساب إلى حزب الله للانخراط في وحدة 'العديد المركزي'. وبالفعل نُقل أولًا إلى الوحدة 1100 لتأهيله، ثم الوحدة 4100 المتخصّصة في أمن الأفراد، حيث بدأ تقديم معلوماتٍ حساسة.
وكشفت الرسائل الإلكترونية عن طلب صالح المستمرّ للأموال من مشغّليه الإسرائيليين مقابل المعلومات. وفي إحدى الرسائل الخطيرة، أخبر صالح الموساد عن شراء حزب الله لنوعٍ خاصٍ من الدراجات النارية 'مخصّصة لعبور الحدود نحو الجليل'.
كما كشفت المراسلات محاولاته المستمرّة للعودة إلى صفوف حزب الله.
وأقرّ صالح خلال التحقيقات بتلقيه ما يزيد على 20 ألف دولار، وبحسب المحققين، وصل المبلغ إلى 23 ألف دولار.
واعترف بأنّ تسلُّم الأموال كان يتمّ عبر 'البريد الميت' في العراق، أو عبر هدايا في محل في منطقة الأشرفية في بيروت، وكذلك مبلغ آخر وُجد مُخبأً في أسفل دراجة نارية في شارع الحمراء.
وحاول صالح تبرير موقفه قائلًا للمحققين إنّه هو من بادر إلى إبلاغ الحزب، وأعرب عن ندمه، كما زعم أنّه أصبح 'عميلًا مزدوجًا' يعمل لصالح حزب الله والموساد في آنٍ واحدٍ، على غرار أحد العملاء المزدوجين السابقين ويدعى حسن عطية.
وقبل محمد صلاح، كانت شعبة المعلومات قد تمكّنت من القبض على مواطن لبنانيّ من آل حاريصي، قدّم معطيات أمنية حول قادة حزب الله مقابل الحصول على مبالغ ماليّة.
والعميل اللبناني من بلدة دير كيفا، عسكري في صفوف حزب الله، وهناك العديد من أقاربه وأفراد أسرته من الذين خدموا في صفوف الحزب وبعضهم قضى في الميدان يقاتلون الجيش الاسرائيلي.
ووِفق المعلومات الأمنية، طُلب من حاريصي مراقبة بعض الشخصيات الأمنية في حزب الله تمهيدًا لاغتيالها، حيث قدّموا له صورًا عن كل شخصية سيراقبها، وبعض التفاصيل الشخصية عنهم، طالبين منه معاونتهم ومراقبة القادة الأمنيين وتسجيل كلّ تحركاتهم وأسماء الأماكن التي يتردّدون إليها بشكل يوميّ.
وفي تركيا، تمكن حاريصي من التواصل مع الموساد حيث قدّم معلوماتٍ قيمةً حول مخازن الأسلحة وأماكن تجمّع الشخصيات الأمنية والعسكرية.
وخلال التحقيقات، اعترف حاريصي بتواصله مع شخصيات عديدة إسرائيليّة، وأفاد بأنّه وافق على التعاون والتواصل بشكلٍ مستمرٍّ لمساعدة إسرائيل في خرق حزب الله، على أن يتلقّى مبالغ مالية تجاوزت الـ20 ألف دولار أميركي.