اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
تفوحُ في راشيا، رائحةُ العنبِ في أواخرِ الصيفِ وتتلألأُ عناقيدُهُ تحتَ شمسِ البقاعِ، فتتجدَّدُ صناعةُ الدِّبسِ بروحٍ عصرية تجمعُ بينَ المهارةِ التقليديّةِ والتقنيةِ الحديثةِ.
فمن هنا، من قلبِ الوادي، تنطلقُ معاملٌ حديثةٌ تستقبلُ محاصيلَ المزارعينَ لتُحوِّلَها إلى دبسٍ طبيعيٍّ يحملُ نكهةَ الأرضِ وعبقَ التراثِ.
تبدأُ رحلةُ الدبسِ من لحظةِ استقبالِ العنبِ في المعملِ، حيثُ تُجرى له اختباراتٌ دقيقةٌ لقياسِ مستوى الحلاوةِ وجودتِه. ثمَّ تُنقَلُ الثمارُ إلى خطوطِ الغليِ والتبخيرِ الحديثةِ التي تحفظُ نكهةَ العنبِ وقيمتَهُ الغذائيّةَ دونَ أيِّ إضافاتٍ صناعيّةٍ.
بهاءُ قضماني، صاحبُ معملٍ لتصنيعِ الدبسِ والصناعاتِ الغذائيّةِ في راشيا، يرى في التطويرِ فرصةً لدعمِ المزارعينَ وتحقيقِ القيمةِ المضافةِ للإنتاجِ المحليِّ، لافتاً إلى أنها اليوم موجودة فقط في راشيا.
بعدَ انتهاءِ مرحلةِ الغليِ والتبخيرِ، تبدأُ عملياتُ التصفيةِ والفرزِ، ثمَّ التعبئةِ والتغليفِ، وكلُّ خطوةٍ تُراقَبُ بدقّةٍ عاليةٍ كمت تشيرندى قضماني، مراقبةُ الجودةِ والنوعيّةِ في المؤسّسةِ.
ولا يقفُ التطويرُ هنا، إذ يُخصِّصُ المعملُ جزءًا من إنتاجِه لتصنيعِ أغذيةٍ صناعيّةٍ صحّيّةٍ محلاّةٍ بالدبسِ الطبيعيِّ، ما يفتحُ آفاقًا جديدةً أمامَ الصناعةِ المحليّةِ.
بهاءُ قضماني يأسف لغياب الدولة عن هذا القطاع وعن تأمين البنى التحتية له.
يختتمُ حديثَهُ بالتأكيدِ على دورِ هذه الصناعةِ في تنشيطِ الاقتصادِ الريفيِّ وتشجيعِ الزراعةِ المحليّةِ.
بينَ أصالةِ الماضي وتقنياتِ الحاضرِ، تُعيدُ معاملُ راشيا إحياءَ صناعةِ الدبسِ بوجهٍ جديدٍ، يحافظُ على الطعمِ، ويُضيفُ إلى الحلاوةِ روحًا من الإبداعِ والتجديدِ.
إنَّهُ الدبسُ... عنوانُ الخيرِ في مواسمِ العنبِ، وحكايةُ حبٍّ بينَ الأرضِ والإنسانِ.











































































