اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٥
خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
يحقق نتنياهو الرقم القياسي لجهة أنه الرئيس الوحيد في العالم الذي يلتقي برئيس أميركي أربع مرات في خلال أول عام من ولايته.
.. أمس جرت محادثة هاتفية بين ترامب ونتنياهو دامت ٤٠ دقيقة، تم خلالها مناقشة العناوين التالية حسب قناة ١٢ العبرية: الأول كان قضية إصدار عفو عن نتنياهو بخصوص الملفات الثلاث التي يحاكم بها. الثاني موضوع سورية حيث يبدو أن ترامب استجاب لطلب الشرع أن يتوسط لدى نتتياهو من أجل توقف الجيش الإسرائيلي عن التوغل العسكري في جنوب سورية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن البيت الأبيض يستجيب لطلب دمشق للضغط على إسرائيل بخصوص سورية؛ بينما إدارة ترامب لا تبدي أية استجابة لطلبات لبنان المتكررة للضغط على نتنياهو كي يسير بمنهجية خطوة مقابل خطوة لفك الاشتباك العسكري مع لبنان.
وبخصوص محادثة الدقائق الأربعين قالت القناة ١٢ ان ترامب دعا نتنياهو لزيارة البيت الأبيض بعد أسبوعين، وأنه خلال المحادثة جرى نقاش مواضيع أخرى بينهما لم يجر الكشف عنها.. وثمة اعتقاد أن الجزء الذي ظل طي الكتمان في محادثة ترامب – نتنياهو الهاتفية، يتعلق برغبة نتنياهو بشن حرب على لبنان!!
وفي إسرائيل يعلقون على محادثة الدقائق الأربعين بين نتنياهو وترامب بالقول انه كان لها منزلة 'قمة هاتفية' وهي تأتي في ظرف يحتم على كل من ترامب ونتنياهو أخذ قرارات هامة بخصوص ملفات حساسة. فنتنياهو يريد من ترامب أن يحسم لصالحه بأقصى سرعة قضية إغلاق ملف محاكمته، مع مراعاة شرط أن لا يكون ثمن ذلك إنهاء حياته السياسية؛ ولذلك يلاحظ أن كلاً من ترامب و'بيبي' يقولان انه يجب إصدار عفو عن نتنياهو حتى يستطيع التفرغ لمهامه السياسية الكبيرة. ويثير هذا الطرح غضب المعارضة الإسرائيلية التي ترى أنه لا يمكن لنتنياهو أن يحصل على العفو من دون أن يعترف مسبقاً أنه مذنب؛ فيما نتنياهو ومن وراءه ترامب، يريدان الحصول على العفو وعلى الاستمرار بموقع رئاسة الحكومة.
ومقابل أن ترامب يخوض إلى جانب نتنياهو معركة إخراجه من أزمة محاكمته، فهو يريد أيضاً من 'بيبي' أن يساعده على إخراج البيت الأبيض من أزمة عدم قدرته على نقل خطة ترامب من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية في غزة. وبالعمق يريد نتنياهو أن يظل مسعى ترامب في غزة داخل سجن المرحلة الأولى؛ لأن المرحلة الثانية تعني انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وليس فقط انسحاب سلاح حماس من غزة؛ وتعني كذلك الأمر البدء بتفاوض على رسم طريق طويل باتجاه حل الدولتين أو البحث عن صيغ تؤمن، ولو بحدود معينة، تقرير المصير للفلسطينيين.
وبين هذين الموضوعين يوجد على طاولة نقاش ترامب ونتنياهو موضوع ثالث هو لبنان واستطراداً إيران. وهذا الموضوع لا يزال عالقاً؛ وتسود معلومات تقول ان ترامب طلب أو سيطلب من نتنياهو أن يدخل المرحلة الثانية في غزة، بمقابل أن ترامب سيطلق يديه في لبنان.
هل يقبل نتنياهو هذه المقايضة؟؟ أم أنه يريد مقايضة أخرى مفادها أن يسمح له ترامب بضم جزء من الضفة الغربية بمقابل الانتقال للمرحلة الثانية في غزة؟؟. ولكن – مبدئياً – أعطى ترامب وعداً للزعماء العرب والمسلمين الذين التقاهم في الولايات المتحدة الأميركية، بأنه سيمنع نتنياهو من ضم الضفة الغربية، لأن ضمها يعني اغتيال حل الدولتين الذي يتمسك به العرب. وعليه فإن ترامب قد يجد نفسه مضطراً لمقايضة نتنياهو على حساب كل من لبنان وإيران..
هذه الأجواء المتسمة بفضائح المقايضات هي التي جعلت السؤال المطروح هذا الصباح في إسرائيل هو: هل يشن نتنياهو الحرب على لبنان مباشرة بعد زيارة البابا وهل أخذ الضوء الأخضر بذلك من ترامب خلال محادثة الـ٤٠ دقيقة أمس؛ أو أن نتنياهو سيكون بين احتمال أن يشن الحرب على لبنان قبل زيارته للبيت الأبيض أم بعدها؟؟.











































































