تصعيد عنيف للمواجهات في الجنوب.. وإسرائيل: "اقتربنا من قرار الحرب"

تشهد الجبهة الجنوبية تصعيدًا متواصلًا بين 'حزب الله' وإسرائيل، إذ شهدت القرى والبلدات في الجنوب أمس غارات إسرائيلية عنيفة أدّت إلى سقوط ضحايا وجرحى، كما إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، وبخاصة شبكتيّ الكهرباء والمياه، في المقابل أطلق 'الحزب' أكثر من 60 صاروخًا على كريات شمونة، وقصف مستعمرة كفربلوم بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

وفي آخر التطورات، يستمر تحليق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً الى مشارف مدينة صور.

وطيلة الليل الفائت عمد الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق.

واستهدفت المدفعية الإسرائيلية بعد منتصف الليل، أطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بأكثر من 20 قذيفة من عيار 155 ملم.

هل تنسحب هدنة غزة على الجنوب؟

كشف مصدر قريب من حزب الله لـ 'هنا لبنان' عن وجود معلومات لدى الحزب، نتيجة الاتصالات التي أجريت معه من أكثر من جهة خارجيّة، مباشرةً أو عبر قنوات، بأنّ الهدنة التي يُعمل عليها في غزة باتت قريبة.

ولفت المصدر إلى أنّه من المتوقع التوصّل إلى الهدنة بين عطلة نهاية هذا الأسبوع ومطلع الأسبوع المقبل، مشيراً الى أنّ هذه الهدنة ستنسحب على جنوب لبنان خلافاً لما يتردّد عن فصل المسارَين.

وقال المصدر إنّ كلاً من حركة حماس والحكومة الإسرائيليّة قدّما تنازلات لها علاقة بالأسرى الإسرائيليّين وأسمائهم وأعدادهم، ما قد يسهّل التوصّل الى الهدنة المطلوبة.

لا لتكرار تجربة 2006

ذكرت أوساط ديبلوماسية لـ'نداء الوطن'، أنّ الموفد الاميركي آموس هوكشتاين أبلغ الى مسؤولي لبنان 'أنّ إسرائيل لا تريد تكرار تجربة 2006 لجهة تطبيق القرار 1701 الذي بقي عملياً من دون تنفيذ منذ 18 عاماً تقريباً'.

ومن لبنان ذهب هوكشتاين الى تل أبيب مباشرة والتقى عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، ثم التقى غالانت الذي أبلغه الآتي: 'نحن ملتزمون العملية الديبلوماسية. ومع ذلك، فإنّ عدوان 'حزب الله' يقربنا من نقطة حرجة في صنع القرار في ما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في لبنان'. وحذّر غالانت هوكشتاين من أنّ 'حزب الله' يجرّ الأطراف إلى تصعيد 'خطير'.

ووفقاً لقراءة مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، تحدث غالانت وهوكشتاين عن 'هجمات 'حزب الله' اليومية بالصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يشهد انسحاب المنظمة المدعومة من إيران من الحدود وإنهاء الأعمال العدائية، لتمكين حوالى 80,000 نازح من سكان شمال إسرائيل من العودة إلى ديارهم'.

غانتس: الحزب سيفكّر مرتين قبل التصعيد

في موازاة ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ 'غانتس أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أنّ إسرائيل لا تسعى للحرب مع لبنان'. وفي الوقت نفسه أبلغ غانتس سوليفان أنّ تزويد واشنطن إسرائيل السلاح سيجعل 'حزب الله' يفكر مرتين قبل أي تصعيد.

وتوقفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع أمام قول هوكشتاين، رداً على سؤال، إن الهدنة في غزة قد لا تنسحب تلقائياً على لبنان، وقالت لـ'الشرق الأوسط' إن ما قصده من وراء قوله هذا يكمن في أن واشنطن ترى أن مساندة 'حزب الله' لـ'حماس' هي جزء من عملية 'طوفان الأقصى' التي قامت بها ضد المستوطنات الإسرائيلية في 7 تشرين الأول الماضي.