اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
تترقّب الأوساط اللبنانية عودة الموفد الأميركي توماس باراك إلى لبنان، بعدما حمل في الزيارة الأخيرة 'ورقة البلاغ النهائي'، حسبما وصفتها المصادر الدبلوماسية المطّلعة.
وأكدت مصادر سياسية مطّلعة لـ «نداء الوطن» أنّ اللقاء بين رئيسي الجمهورية والحكومة، تخلّله تنسيق المواقف بشأن مختلف الملفات، ولا سيما الردّ المرتقب على الورقة التي سلّمها باراك، حيث تعكف لجنة لبنانية على صياغة الردّ لتسليمه في زيارته الثانية إلى لبنان.
الجديد في جعبة باراك هذه المرة، أنّه لن يعود بمجرّد أفكار عامة أو وعود دبلوماسية مرنة، بل بخطةٍ توصف بأنّها تفصيلية، تمّ إعدادها في ضوء التفاهمات التي تبلورت بعد الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الأخيرة، والتي غيّرت الكثير في موازين الردع والحسابات العسكرية.
الخطة تقوم على مبدأ 'الخطوات المتقابلة'، في ترجمةٍ ميدانيةٍ لما يُسمّى دبلوماسيًا بـ 'التنفيذ المرحلي'. أي أن إسرائيل لن تنسحب من التلال الخمس الحدودية دفعةً واحدةً، بل بالتدريج. وفي المقابل، يُطلب من لبنان، وتحديدًا من حزب اللّه، خطوات متقابلة ومدروسة في ملفّ حصر السلاح وضبط انتشاره جنوب الليطاني وشماله وعلى كامل التراب اللبناني بيد السلطة الشرعية اللبنانية.
أمّا في الداخل اللبناني، تتزايد المؤشرات إلى أن المناخ السياسي والدولي بات يضغط باتجاه مطالبة حزب اللّه بتخفيض سقف شروطه ومطالبه، خصوصًا بعد نتائج الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، التي أرست معادلات ردع جديدة تُضعف موقفه التفاوضي وتحدّ من هامش مناورته.
في هذا السياق، تعود الأنظار مجدّدًا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لعب دورًا أساسيًا في فرض اتفاق وقف النار، على الرغم من اعتراضات 'حزب اللّه' حينها.
الملف اللبناني – السوري
على صعيدٍ آخر، تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى تعزيز العلاقات اللبنانية – السورية، وهو ما أكده بوضوح الموفد الأميركي توم باراك، خلال زيارته الأخيرة لبيروت ولقائه المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية جوزاف عون.
وحسب المعلومات، استفسر مطولًا ممّن التقاهم عن التفاصيل التي لا تزال تحول دون تقدم العمل على عددٍ من الملفات المشتركة، ومن أبرزها ترسيم الحدود البرية والبحرية.
وقد سمع من لبنان تركيزًا على وجوب حلّ ملف اللاجئين السوريين الذي أنهك اللبنانيين من دون أن يُعطي أي وعود في هذا المجال.
وتواكب بيروت منذ فترة وعن كثب تطور العلاقات السورية – الأميركية ودعوات واشنطن المتكرّرة عبر موفديها لـ'التعلم والاستفادة' من تجربة الرئيس السوري أحمد الشرع، ما جعل الكثير من المراقبين يخشون دفعًا أميركيًا لكي تلعب دمشق دورًا مشابهًا لدورها السابق، بعد التفاهم الشهير بين وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر والرئيس السوري حافظ الأسد على أن يكون لسوريا دور الوصاية على لبنان.