في رثاء ابن بنت جبيل الشهيد حسين حميد

في رثاء قطعة من قلبي.. حسين حميّد شهيدًا

كتب د. محمد حسين بزي

ما هذا الفراغ المدوي في شهقة روحي ولا أدري من يسمع؟! ما هذا الدوار العنيف بالوجد والفقد وأنت تسكن من الحنايا وتسكِّن من الخلجات؟!، لقد ربيتك عمرًا في عيوني، وعايشت صباك وشبابك حتى صرتُ أراك ابنًا لي وقرّة عين ليست مفارقة.. فكم فرحتُ لفرحكَ وكم حزنتُ لحزنكَ منذ العام 2002، تاريخ أول معرض للكتاب في بنت جبيل، يومها كنتَ تشبّ فوق عمرك بعمرين، وكنتُ عليك من المراهنين، حتى جاء عدوان تموز 2006، فألقيت وأنت ابن التاسعة عشر ما عجز عن إلقائه الهامات، عندما أذقت الصهاينة (لمدة 33 يومًا) مرّ بأسك وأنت تشرب حلاوة الإيمان والثبات، وتعصر من غيمات بنت جبيل شراب النصر المحلّى بعنفوان الفتى المقاوم.

ماذا أقول عنك؟ وكيف لي أن أكتب قطعة من قلبي كانت بحجم عمرك الذي فاق المئة من البواسل، ومثلهم من أشراف عزة النفس والكرم الغزير!!! كيف أكتب عني في عنك على تلك القطعة من القلب؟!

وكيف أكتب عنك في عني داخل روحي التي براها برق خطفك حيث وصلت الآن؟!!

لثلاث دقائق تحدثنا يوم استشهادك،، فسبقتني حيث أردت، لكن بعدها عرفت أنّ نبرة صوتك كانت من غيم مهاجر إلى الله، ووميض أنفاسك كانت وديعة ماء زمزم الذي ستشربه غدًا مع إسماعيل بين ركن العشق ومقام الشهداء.

أبا حيدر وهيبة الاسم تكفي لأختم الكلام، لكن كيف أختم الدمع؟!

بالله عليك دلّني ولو في منام عابر يسكن قلبي حتى ألقاك.