اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الديار
نشر بتاريخ: ١٠ أيار ٢٠٢٥
لا يمكن مقاربة المعركة البلدية في مدينة جزين وقضائها، من دون العودة بالذاكرة الى الإنتخابات النيابية الماضية، التي خسر فيها 'التيار الوطني الحر' خسارة قاسية في معقله الجزيني، ليفوز حزب 'القوات' ربحا نيابيا صافيا، أضافه الى كتلة 'الجمهورية القوية' من حيث لم يكن متوقعا. واذا كانت التحالفات النيابية التي نسجتها 'القوات' في حينه، الى جانب تشرذم المرشحين العونيين الأشداء سمحت بتلك النتيجة، فإن خطأ النيابة لن يتكرر مجددا اليوم، وهذا ما يدركه العونيون ويسعى اليه النائب جبران باسيل، كي لا يتكرر خطأ الإنتخابات النيابية.
وعليه متّن التيار تحالفه الجزيني، مما أربك الى حد ما 'القوات' التي تخوض معركة جزين، واضعة نصب عينيها احتمالات عدم الفوز الكبير الذي حققته قبل سنوات، استنادا الى معطيات الأرض والتحالفات التي أقامها الفريق الآخر من جهة، وعدم تمكنها من صياغة تركيبة سياسية وعائلية تتيح لها الفوز النظيف.
ولعل أبرز وصف لما يحصل اليوم، يعود الى ما جرى بالأمس من تفاهمات. فتحالف اليوم الذي أرساه 'التيار الوطني الحر' مع النائب ابراهيم عازار، حيث مهدت زيارة النائب جبران باسيل العام الماضي مع النائب السابق أمل ابو زيد ورئيس الإتحاد خليل حرفوش، بهدف ترميم وضع التيار وشد العصب الجزيني. وكانت صورة التيار تضررت، وأصيب بانتكاسة نيابية كبرى. وبالتالي، فان هدف باسيل اليوم هو إعادة التيار الى الخريطة الجزينية بتحالف قوي، يقطع الطريق على 'القوات'، وهذا ما تسعى إليه القوى السياسية في جزين اليوم، حيث أضحت الصورة بلديا على شكل تحالف يضم مرشحين لعضوية المجلس البلدي، موزعين بين النائب ابراهيم عازار و'التيار الوطني الحر' ومرشحين من قبل زياد أسود وأمل ابو زيد، في لائحة برئاسة دافيد الحلو. وهذه النتيجة أتت بعد خروج 'القوات' عن التوافق على رئاسة الحلو وتفضيلها دعم لائحة عائلات وحزببين.
يبدو المشهد الإنتخابي في مدينة جزين أقرب الى بروفا الانتخابات النيابية، كما في بلديات أخرى، حيث يسعى التيار في الاستحقاق النيابي لاستعادة مقاعده في معقله الأساسي، فيما تريد 'القوات' تثبيت حضورها، وتركز على قرى وبلدات القضاء، لتسجيل 'سكور' بلدي تريده في رئاسة الإتحاد.