بعد إنتحار الشابة اللبنانية مريم نحلة .. إليكم دوافع الإنتحار وكيفية إنقاذ نفسنا ومن حولنا

باتت الشابة اللبنانية مريم نحلة حديث مواقع التواصل الإجتماعي، بعد أن أقدمت على إنهاء حياتها وهذه الحادثة تدفعنا إلى نشر المزيد من التوعية حول الأسباب التي تدفع الإنسان إلى الإنتحار، والعوارض التي قد نلاحظها على شخص ما قبل انتحاره وبالتالي يمكننا إنقاذه في بعض الحالات كما يمكننا إنقاذ نفسنا في حال كانت لدينا ميول إنتحارية.

بدايةً نود أن نلفت النظر أن المعلومات الواردة في هذا المقال هي بناءً على منظمة 'صوت التوعية بالانتحار والتعليم' (SAVE).

لماذا يفكر الناس في الانتحار؟

هناك العديد من الأسباب المحتملة التي قد تدفع الشخص إلى التفكير في الانتحار. غالبًا ما يكون ذلك نتيجة لصراعات طويلة الأمد مع الأفكار أو المشاعر أو التجارب التي يشعر الشخص بأنه لم يعد قادرًا على تحملها.

من بين الأمور التي قد يشعر بها الشخص الذي يفكر في الانتحار:

-الحزن أو الأسى

- العار

-انعدام القيمة

-شعور شديد بالذنب

-الغضب أو الرغبة في الانتقام

-أنه عبء على الآخرين

-أن حياته بلا معنى أو قيمة

-أن الحياة لا تستحق العيش

-أنه عالق في موقف مادي أو عاطفي

-أن الأمور لن تتحسن أبدًا

-ألم نفسي أو جسدي شديد

يمكن أن تسهم عدة عوامل في شعور الشخص بذلك، مثل:

-فقدان شخص عزيز

-التنمر أو التمييز أو الإساءة

-نهاية علاقة

-تغييرات كبيرة في الحياة، مثل الطلاق أو البطالة أو التشرد

-تشخيص بمرض يغير الحياة

-مشاكل مالية

-التواجد في السجن

-الحمل أو فقدان الحمل

-التشكيك في الهوية الجنسية أو الجندرية في بيئة غير داعمة

-ممارسات ثقافية معينة، مثل الزواج القسري

-النجاة من حدث صادم

مع ذلك، لا يحدث الانتحار دائمًا بسبب حدث معين، ولا يفكر كل من يمر بهذه الظروف في الانتحار. تختلف استجابات الناس للشدائد.

عوامل الخطر

وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية، ينتشر الانتحار أكثر بين الفئات التالية:

-الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15–24 عامًا

-من تزيد أعمارهم عن 60 عامًا

-من يعانون من اضطرابات نفسية أو تعاطي مواد

-من لديهم تاريخ عائلي لمشاكل نفسية أو انتحار

-من تعرضوا للعنف الأسري أو للإساءة الجسدية أو الجنسية أو النفسية

-السجناء

-من يعانون من أمراض مزمنة أو خطيرة

-من لديهم وصول إلى أسلحة نارية أو أدوات قاتلة

الرجال أكثر عرضة للإنتحار من النساء، على الرغم من أن النساء أكثر احتمالًا لمحاولة الانتحار. ويُعتقد أن هذا يرجع إلى استخدام الرجال لوسائل أكثر فتكًا.

الانتحار والصحة النفسية

تُعد الأمراض النفسية من العوامل الأساسية المرتبطة بالانتحار. تُقدّر منظمة SAVE أن نحو 90% من الأشخاص الذين يموتون بالانتحار يعانون من اضطراب نفسي.

من أمثلة هذه الاضطرابات:

-اضطرابات تعاطي المواد

-الاكتئاب

-اضطراب الشخصية الحدية

-اضطراب ثنائي القطب

-اضطرابات القلق

-الذهان

لكن من المهم ملاحظة أن الأمراض النفسية شائعة، وليس كل من يفكر في الانتحار لديه تشخيص رسمي. فالعزلة الاجتماعية، وغياب الدعم، وسوء أو غياب العلاج، ترفع من خطر الانتحار، بينما يقل الخطر عند توفر الرعاية المناسبة.

ما هي علامات التحذير؟

بعض الأشخاص يُظهرون علامات تدل على أنهم يفكرون في الانتحار، مثل:

-التحدث عن الرغبة في الموت

-التحدث عن الشعور باليأس أو الألم غير المحتمل

-الحديث عن أنهم عبء على الآخرين

-التخطيط أو البحث عن وسائل لإيذاء النفس (مثل شراء سلاح أو تخزين أدوية أو البحث على الإنترنت)

-الانسحاب من الأسرة أو الأصدقاء

-تعاطي الكحول أو المخدرات بشكل متزايد

-اضطراب في النوم أو الأكل

-التصرف بقلق أو تهور

-تقلبات مزاجية حادة

لكن ليس كل من يفكر في الانتحار يُظهر علامات. وأفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان شخص ما يفكر في الانتحار هي الحديث معه.

الحديث عن الانتحار

يعتقد البعض أن التحدث عن الانتحار يمكن أن يدفع الآخرين للتفكير فيه، لكن الأبحاث أثبتت عكس ذلك. فقد أظهرت دراسة في عام 2014 أن الحديث عن الانتحار لا يزيد من خطره، بل قد يقلله من خلال إتاحة الفرصة للتعبير عن المشاعر.

أمثلة على بدء الحديث:

'كيف تشعر مؤخرًا؟'

'هل شعرت يومًا أنك لا تستطيع التحمل؟'

'هل فكرت في الانتحار؟'

يوصى بالاستماع الفعّال، والذي يتضمن:

التركيز على الشخص الآخر دون تشتيت

طرح أسئلة مفتوحة

منحهم الوقت للتحدث

إعادة صياغة ما يقولونه للتأكيد على الفهم

هل التفكير بالانتحار يعني أن الشخص سينتحر؟

ليس بالضرورة. تُشير منظمة Samaritans إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص يفكر في الانتحار في مرحلة ما. وغالبًا ما تكون هذه الأفكار رد فعل مؤقت لموقف أو شعور.

لكن عندما يكون هناك 'نية انتحارية'، أي أن الشخص اتخذ قرارًا بالانتحار، فهذا يتطلب تدخلاً فوريًا.

ماذا تفعل إذا كان شخص ما يفكر في الانتحار

إذا كان لدى شخص ما نية للانتحار، فيجب التصرف بسرعة:

اسأله بصراحة: هل لديك خطة؟ متى وأين؟

اطلب المساعدة: اتصل أو توجه لأقرب مستشفى أو اتصل بخط المساعدة الوطني لمنع الانتحار.

خذ الأمر على محمل الجد: لا تقلل من شأن مشاعره، بل استمع وأكد له أن هناك من يستطيع مساعدته.

لا تحتفظ بالسر: حتى لو طلب الشخص عدم إخبار أحد، يجب مشاركة المعلومات مع المهنيين لإنقاذ حياته.

ويمكن تنفيذ هذه الخطوات أيضًا على الإنترنت من خلال الإبلاغ عن المحتوى الانتحاري على منصات مثل:

غالبًا، الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار لا يريدون الموت، بل يريدون إنهاء ألمهم. ويمكن للتدخل أن يغيّر وجهة نظرهم ويمنحهم الأمل.

إذا كنت تتواصل بالنيابة عن شخص آخر، ابق معه حتى وصول المساعدة، وامنع أي وسائل قد يستخدمها لإيذاء نفسه إن استطعت بأمان.

وماذا إذا كان يفعل ذلك لجذب الانتباه؟

من الخطأ الاعتقاد بأن من يتحدث عن الانتحار يفعل ذلك فقط لجذب الانتباه. فكل تفكير أو تصرف انتحاري هو مؤشر على معاناة شديدة ويجب أخذه بجدية.

حتى إذا لم يكن الشخص ينوي إنهاء حياته، فإن كلامه أو سلوكه يدل على حاجته لدعم نفسي.