اخبار لبنان
موقع كل يوم -قناة المنار
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
لا تزال العملية الانتخابية في الجنوب اللبناني تتصدر المشهد، في ظل أجواء من الوفاء والعطاء عبّر عنها جمهور المقاومة، الذي اختار أن يُثبت موقفه في صناديق الاقتراع، دعماً للوائح 'الوفاء والتنمية' التي يعتبرها ممثّلةً له على المستويات الإنمائية والسياسية.
وفي هذا السياق، تحدث عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله من بلدة بنت جبيل لمراسل المنار، مؤكدًا أن ما نشهده اليوم هو 'مشهد انتخابي غني بالمعاني والدلالات، يعكس وعي أبناء الجنوب والتزامهم الوطني'.
وأشار فضل الله إلى وجود مشهدين انتخابيين متوازيين في المنطقة، الأول، هو مشهد التزكية، الذي جاء نتيجة التفاهمات بين أبناء القرى والبلدات، كما حصل في بنت جبيل، حيث تمكنت اللائحة من الفوز بالتزكية بعدما حظيت بثقة جميع المكونات. أما المشهد الثاني، فهو مشهد التنافس الانتخابي، في القرى التي شهدت أكثر من ترشيح، وغالبًا ما كانت المنافسة بين لائحتين أو ثلاث. ولفت إلى أن 'الحزب لم يمارس أي ضغط على أحد للانسحاب'، بل أفسح المجال أمام كل من أراد الترشّح.
وأوضح النائب فضل الله أن 'عددًا كبيرًا من البلدات الجنوبية، خصوصًا في أقضية بنت جبيل وصور ومرجعيون، حسمت نتائجها بالتزكية، حيث فازت نحو 70 بلدية من أصل 109 قبل يوم الاقتراع، وهو ما يعتبر نسبة اقتراع كاملة، لأن التزكية تعني أن أبناء البلدة توافقوا على خيارهم بنسبة 100%'.
واعتبر فضل الله أن 'الرسالة السياسية الأبرز في هذه الانتخابات وُجّهت إلى العدو الإسرائيلي، وهي أن أهل الجنوب، رغم التهديدات والاعتداءات، مستمرون في خيارهم السياسي وفي تمسّكهم بالمقاومة وحقهم في بناء مؤسساتهم المحلية'.
وتابع: 'رأينا بالأمس زحمة كبيرة على الطريق الساحلي باتجاه الجنوب، واليوم المشهد يتكرر… هذا الزحف الانتخابي هو تعبير عن الانتماء إلى الأرض والمقاومة، وللشهداء الذين قدّموا دماءهم فداءً لهذه القرى والبلدات'.
في معرض حديثه عن واجبات الدولة، شدد فضل الله على أن 'الرسالة الثانية التي حملتها الانتخابات موجّهة إلى الدولة اللبنانية، التي يقع على عاتقها مسؤولية دعم البلديات المنتخبة وتمكينها من أداء دورها في التنمية المحلية، لا سيما في المناطق التي تضررت نتيجة العدوان الإسرائيلي'.
وأضاف: 'اليوم، وبعد إنجاز الانتخابات وإعلان النتائج، فإن الأولوية يجب أن تكون لإعادة إعمار ما دمّرته الاعتداءات. من دون هذا، لا يمكن الحديث عن استقرار اجتماعي أو بناء دولة'.
ولفت إلى أن 'حزب الله أعلن بالأمس أن أكثر من 400 ألف مواطن لبناني استفادوا من المرحلة الأولى من مشاريع الترميم والإيواء، ولكن إعادة إعمار البيوت المهدّمة، خصوصًا على الخطوط الأمامية، تقع على عاتق الحكومة اللبنانية'.
وختم الدكتور فضل الله مؤكدًا أن 'أي تباطؤ أو إهمال أو تجاهل حكومي لمتطلبات الإعمار، ستكون له تداعيات على الاستقرار العام'، داعيًا مؤسسات الدولة كافة إلى 'تحمّل مسؤولياتها الوطنية والإنمائية تجاه أبناء الجنوب، الذين أثبتوا في كل المحطات أنهم أهل الوفاء والتضحية والانتماء'.
المصدر: موقع المنار