الخماسية لم تضع "فيتو" على أيّ مرشح.. وبري يدعو إلى الحوار مجدداً

برزت امس مواقف لافتة لرئيس مجلس النواب نبيه بري أدلى بها الى تلفزيون «الجديد» اكد فيها انه سمع من كل سفراء الخماسية الذين التقاهم الاسبوع الماضي «أن لا «فيتو» لديها على أيّ اسم ومن ضمنها السعودية»، وقال: «توافقنا على أنّ انتخاب الرئيس يتطلب توافقاً، وتمنّوا تسميته بالتشاور، لا حوار، وكنت متجاوباً مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت انه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لدي».

واضاف بري: «لا جلسات (انتخابية) متتالية من دون تشاور أو حوار وإذا كان لديهم أي طريقة أخرى «يأمّنولي ياها وأنا حاضر»، فمن دون تشاور نكرّر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا استطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأيّ جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمّن نصاب الـ٨٦ الا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب الـ86، فلو عقدتُ 50 جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة أقصاها ٧ ايام، «يفترضوا إنّي عَم بِبلفهُن ويجوا يحرجوني».

واضاف: «إتفقتُ مع الخماسية على أن يساعدونا على انتخاب من نسمّيه نحن كلبنانيين، لا من يسمّونه هم، (سفراء) الخماسية هذه المرة موحدون وقالوا لي «ما عنّا مرشح على الاطلاق ولا عنّا «فيتو» على اي اسم، ونحنا مستعدين نساعدكن باللي بدكن ياه».

التمسك بالحوار يخالف العملية الدستورية

وفي السياق، لاحظت مصادر نيابية معارضة لـ”اللواء” أن رفض الرئيس نبيه بري الدعوة لجلسات انتخاب متتالية قبل إجراء الحوار بهدف التوافق كما يقول يدفع إلى وضع الاستحقاق الرئاسي في مهب الريح، ورأت أن تمسّك رئيس المجلس بهذا المبدأ يخالف العملية الدستورية بشأن الانتخابات الرئاسية، مشيرةً إلى أنه بتكرار هذا الموقف يعرقل الاستحقاق وإن إجراء الحوار قبل الدعوة لجلسة الانتخاب مرفوض من قبل قوى المعارضة.

واعتبرت أوساط سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن جهود اللجنة الخماسية لن تتوقف في هذا الملف وأي تعليق لهذه الجهود لم يتخذ، وأوضحت أن ما قاله رئيس المجلس بشأن الحوار يندرج في إطار محاولة جديدة منه لانجاح هذه الدعوة واختبار مواقف القوى منه مجددا، لاسيما أنه يعتبر أن هناك حاجة إلى مسعى محلّي.

جبور: القوات منفتحة على التشاور والحوار الفضفاض أثبت فشله

علّق رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب 'القوات اللبنانية' شارل جبور، على تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، معتبرا أنه 'بالنسبة لحزب القوات اللبنانية والمعارضة بشكل عام هناك جملة ثوابت، واولها هي ان انتخاب رئيس الجمهورية يتم عبر جلسات بدورات متتالية وفق ما يقول الدستور، أم مبدأ التشاور والحوار الذي تحدث عنه بري يمكن ان يحصل بشكل ثنائي وليس عبر حوار فضفاض على الطريقة التي اعتدنا عليها منذ العام 2006 واثبتت فشلها'.

واكد جبور، في حديث لـ'النشرة'، أن 'القوات منفتحة على التشاور الثنائي على غرار ما حصل في موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون'، مذكرا بأن 'المعارضة تمكنت من اسقاط مبادرة احدى دول اللجنة الخماسية عندما دعمت مرشح فريق الممانعة، وبالتالي فإن اللجنة انتقلت الى مرحلة الخيار الرئاسي الثالث عن قناعة تامة بأن أحد الفريقين غير قادر على ايصال مرشحه نظرًا للتوازنات الموجودة في مجلس النواب، والحديث عن ان لا فيتو لديها على أي اسم هو امر بديهي كي لا تظهر كمتدخل في الشأن السياسي اللبناني'.

ورأى جبور أن 'فريق الممانعة اتعظ من تجربة الانتخابات الرئاسية في العام 2016 عندما كانت معادلته مرشحي او الفراغ وهو لا يجرأ اليوم على التصريح بذلك، ولكنه يعمل وفق نفس العقلية فيرفض التشاور الثنائي، كما يرفض تحدي المعارضة بالذهاب الى جلسات متتالية'.

وشدد جبور على ان 'الحل يكون بتخلي فريق الممانعة عن مرشحه والذهاب الى التشاور لغربلة الاسماء والوصول الى مساحة مشتركة، اما الرهان على ظروف الحرب وامكانية مقايضة الرئاسة بتطبيق الـ1701 فهو رهان خاسر وغير موجود إلا في اذهان الممانعة وحتما سنسقطه'.

نواب التغيير: المبادرات لن تؤدي إلى انتخاب رئيس

في سياق متصل، قال مصدر في مجموعة النواب التغييريين لـ«الجمهورية» انّ «التغييريين كانوا أوّل مَن بادر الى تقديم الاقتراحات والمبادرات في شأن الاستحقاق الرئاسي، لكن لاحظنا انّ مبادرات الاطراف الاخرى كانت تنطلق من حسابات شخصية لا وطنية، ولا تقدم حلولاً لجميع المواطنين. عدا عن تعقيدات في الوضع الاقليمي تجعل الامور تتأزم أكثر. لذلك لن تلقى المبادرات اي نتائج في ظل هذا الوضع المعقّد لانتخاب رئيس خارج الاصطفافات الحزبية والسياسية».

واشار المصدر الى انّ هناك لقاءات ستعقد مع كتل ومجموعات نيابية اخرى لمحاولة تنسيق المواقف والتوصّل الى توافقات معينة. لكن الانطباع لدى الجميع ان الانتظار ما زال سيّد الموقف بسبب استمرار الحرب في غزة والمنطقة، خصوصاً انّ المبادرات الخارجية جاءت لتملأ فراغا لبنانيا هو مِن صنع اللبنانيين أنفسهم، على أمل ان تنتج هذه المبادرات حلولاً مقبولة.