اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٠ تموز ٢٠٢٥
كتب مرسال الترس في 'الجريدة'
تظن بعض القيادات في لبنان أن تجميع الاتحادات البلدية وروابط المدارس والجامعات تفضي الى تكوين هذه الزعامة أو تلك…في حين أن الوقائع تثبت عكس ذلك باستمرار.
فبعد 'إقتلاع جذور' الرئيس السوري السابق بشار الأسد بغض طرف روسي وتخطيط أميركي – تركي، وبعد دفع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الاستشهاد ارتباطاً بـ 'جبهة الإسناد'. تخمرّت في أذهان العديد من المنظرين في ما كان يسمى قوى الرابع عشر من آذار، امتداداً الى قوى التغيير وما ترتبط به من 'منظمات مجتمعية' مدعومة مالياً من الغرب. أن إمكانية إزاحة آل فرنجيه الممثلين اليوم برئيس تيار المرده سليمان فرنجيه من المشهد السياسي في لبنان سيكون متاحاً بسهولة مطلقة. وبدأ الضخ في هذا المنزلق على أكثر من محور….ولكن الوقائع أثبتت سقوط هذه السياسة في مستنقع من الأوهام وفق المعطيات التالية:
*إن الرجل متجذر وطنياً نظراً الى مواقفه الثابتة التي لم تتأثر بأي عواصف إقليمية، أو متغيرات دولية الأمر الذي منحه تحقيق نتائج لافتة في كل الاحصاءات التي جرت على مساحة الوطن في أكثر من مناسبة وطنية!
*وهو متجذر مسيحياً ليس لأنه يمثل أكبر مدينة مارونية صرفة في لبنان. بل لأنه لم يتأثر بكل الحملات التي شُنت عليه من أخصامه في هذا الشارع بالتحديد، وإنما أيضاً من حلفائه. فقد تكون هناك شريحة واسعة في الشارع المسيحي لا تؤيده، ولكن بالتأكيد هناك الشريحة الأوسع التي تحترم مواقفه لأنه صادق وصريح ولم يتلون يوماً!
*وهو متجذر في السياستين الدولية والإقليمية وتحديداً العربية وقد ظهر ذلك بوضوح في لقاءاته مع السفراء إبان الانتخابات الرئاسية والزيارات التي لا تنقطع للعديد من البعثات الديبلوماسية الى بنشعي رغم بعدها عن العاصمة بيروت!
وعندما سعى كثيرون الى تحجيمه سياسياً من خلال أن يكون تمثيله صُورياً في الحكومة أفهم الجميع، ولاسيما 'من يعنيهم الأمر'، أنه ليس 'متشردقاً' بأي موقع وزاري لن يقدم ولا يؤخر في مسيرة الحكومة الأولى للعهد التي يقودها 'القاضي الدولي' نواف سلام. واتجه لإثبات حضوره على الأرض من محيط كنيسة سيدة زغرتا الأثرية. فأوكل المهمة في الانتخابات البلدية والاختيارية الى نجله النائب طوني الذي أبلى بلاء حسناً في زغرتا المدينة فحصد مجلسها البلدي ومخاتيرها، ولاحقاً في اتحاد بلديات القضاء حيث كانت له الكلمة الفصل بفارق مريح رغم كل الضغوطات المباشرة والمستترة . وفي الوقت نفسه سلّف حلفاؤه الكثير في أقضية البترون والكورة وبشري على الأقل، الأمر الذي سيساعده على تحقيق مكاسب في الانتخابات النيابية السنة المقبلة مهما كان عليه قانون الانتخاب!