اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٥
استضافت جامعة الروح القدس – الكسليك رجل الأعمال العالمي كارلوس غصن في حديث ملهم بعنوان 'القيادة وإدارة التغيير في زمن التحوّل'، نظّمه مكتب العلاقات الاستراتيجية مع الشركات في الجامعة، في حضور رئيس الجامعة الأب جوزيف مكرزل وعدد من أعضاء مجلسها والأساتذة والطلاب.
واكد مكرزل 'أن التحوّل في الجامعة ليس مجرد شعار، بل أسلوب حياة يومي في التعليم والتعاون وتحويل الأفكار إلى نتائج ملموسة'، موضحا أن 'هذا اليوم مميز لأن غصن يجسّد مفهوم القيادة في مواجهة التعقيد، ووضع الأهداف الجريئة، وتحويل التحديات إلى فرص'، مشيرًا إلى أن تجربته العالمية في التحوّل مصدر إلهام يمكن التعلّم منه كثيرًا.
بدوره، اشار غصن الى أن 'القيادة ليست منصبًا أو لقبًا، بل قدرة على دفع الناس العاديين لإنجاز ما لا يرغبون بفعله عادة، وجعلهم يشعرون بالفخر بالنتائج التي يحققونها'، لافتا الى ان 'القيادة الحقيقية تُختبر في الأزمات، لا في أوقات السكون'، مشدداً على أن القائد يُعرف بقدرته على تحويل الأزمات إلى فرص.
وميّز غصن بين القيادة الشكلية والقيادة الحقيقية، موضحاً 'أن الأولى تُمنح بالانتخاب أو المنصب، بينما الثانية تُكتسب بالفعل والتأثير'.
وحول تأثير خلفيته المتعددة الثقافات، إذ وُلد في البرازيل، ونشأ في لبنان، وتعلّم في فرنسا، وقاد شركة يابانية، قال 'إن التعدد الثقافي منحه قدرة أكبر على كسر القيود الذهنية واستيعاب وجهات النظر المختلفة. لكنه أقرّ في الوقت نفسه بأنه واجه صعوبات، خصوصًا في التواصل وفهم ردود الفعل الثقافية، إلا أن الانفتاح وعدم التحيّز يمنحانه مرونة في اتخاذ القرارات الصعبة'.
وتطرق غصن إلى تجربته في إدارة ثلاث شركات كبرى (رينو، نيسان، وميتسوبيشي) في وقت واحد، متحدثًا عن توازنه الداخلي في مواجهة الأزمات. ورأى 'أن أول خطوة هي تقبّل أن الحياة صعبة بطبيعتها، وأن القائد لا يمكن أن يخشى الأزمات، بل عليه أن يستعد لها دائمًا'، مؤكدًا أن البوصلة الأخلاقية هي ما يحمي القائد من الانهيار، ومنتقداً القادة الذين يفتقرون إلى قناعات راسخة، قائلاً: 'الناس يفضلون قائدًا صاحب مبدأ، حتى لو اختلفوا معه، على قائد بلا موقف'.
وفي الجزء الثاني من اللقاء، ركّز غصن على مفاهيم إدارة التغيير، والتواصل، وأهمية الفعل الملموس في بناء المصداقية والقيادة، مستنداً إلى تجربته في إنقاذ شركة نيسان من الانهيار أواخر التسعينيات، موضحا 'أن إدارة المؤسسات الأكاديمية أكثر تعقيدًا من إدارة الشركات بسبب تضارب أهدافها بين الرسالة الاجتماعية والاستدامة المالية، مؤكّدًا أن الحل هو تحقيق توازن دقيق عبر الحوار والتوافق لا عبر القرارات السريعة'.
في الجزء الثالث من اللقاء، قدّم غصن رؤية متوازنة حول التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا ضرورة الجمع بين التطور التقني وجوهر التعلم الإنساني.
ورفض فكرة أن التعليم التقليدي فقد قيمته، موضحًا أن 'التعلّم لا يقوم فقط على المعرفة، بل على العاطفة والاتصال الإنساني. قد ينقل الذكاء الاصطناعي المعلومات، لكنه لا يستطيع نقل الشغف أو الإلهام الذي يولده المعلم الحقيقي'.
في المقابل، أقرّ بأن 'الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل التعليم والعمل، مثلما فعلت الثورات السابقة، مشيرًا إلى أن بعض الوظائف ستختفي وأخرى ستُخلق، وأن المستقبل سيجعل العمل أكثر إبداعًا. أما دور المعلمين، فسيصبح تعليم الطلاب كيفية استخدام المعرفة وتحويلها إلى فعل حقيقي، فيما يتولى الذكاء الاصطناعي المهام الروتينية، مما يتيح للأساتذة التركيز على التفكير النقدي والإبداع، على غرار الأطباء الذين سيعتمدون عليه في التشخيص البسيط ليتفرغوا للحالات المعقدة'.











































































