اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون «أنّ مهمةَ جيشِنا مصيرية، لأنّ عليه وحدَه، وأكررُ، وحدَه، من دون شريكٍ له، لا من خارجِ الدولة ولا من خارج لبنان، أن يبسطَ سلطةَ دولتِنا على كامل أراضيها وحدودِها وأن يفرضَ سيادتَها الكاملة، بحيث تتوقفُ الاعتداءاتُ الاسرائيلية على أرضِنا، وتنسحبُ اسرائيلُ من النقاط التي تحتلُها»، فانه اعتبر ان «هذا ما يجب أن يترافقَ مع مسارٍ تفاوضي، نعتبرُه السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا الوطنية ومصلحة لبنان العليا».
أما الرئيس البلغاري رومن راديف، فأكد على جهوزية واستعداد بلاده للمساهمة في تعزيز الشراكة مع لبنان وضمان الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا ان بامكان بلغاريا أن تلعب دورا مهما في إعادة اعمار لبنان، مؤكدا دعم جهود لبنان من أجل إقامة السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
مواقف الرئيسين عون وراديف جاءت في خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه بعد محادثات ثنائية استمرت ساعة وربع الساعة، وأخرى موسّعة تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين حضرها عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، سفيرة لبنان في بلغاريا السفيرة رحاب أبو زين، المستشار الشخصي لرئيس الجمهورية العميد المتقاعد اندريه رحال، والمستشار السياسي جان عزيز، والمستشار ورئيس مكتب الدراسات العميد الركن الطيار زياد هيكل، ومدير الإعلام رفيق شلالا.
أما عن الجانب البلغاري فشارك في المحادثات: السفير لدى لبنان ياسين توموف، والأمين العام لوزارة الخارجية روسي ايفانوف ومدير الرئاسة غالب دونيف وأمين عام الدفاع ديمتري سترونافوف، المستشار العسكري الأميرال ميتكو بيتيف، ومدير الإعلام كيريل اتاناسوف ومدير الشؤون القانونية بلامين اوزونوف.
المحادثات
في مستهل المحادثات الموسّعة رحّب الرئيس البلغاري بنظيره اللبناني، في زيارته الى بلغاريا التي تتم، كما قال، في مرحلة في غاية التعقيد للبنان والمنطقة ، لكنها مناسبة للتأكيد على ان بلغاريا كانت دائماً وستبقى، داعمة لجهود لبنان من أجل استعادة استقراره وأمنه وسلامه، كما تدعم السبل الآيلة الى استقرار منطقة الشرق الأوسط. وقال: «لقد مضت على علاقاتنا الثنائية ستون عاماً، وهي تزداد تطوراً يوماً بعد يوم، وسنبحث اليوم في تطويرها في مختلف المجالات: الاقتصادية والتربوية والثقافية، وعلينا أن نمنح الفرص الواسعة لمواطني بلدينا لمزيد من اللقاءات التي تهدف الى تعزيز التعاون. وهذا الأمر سيزداد وثوقاً بعد افتتاح خط جوي مباشر بين بلغاريا ولبنان. نرحّب بكم السيد الرئيس مجدّداً، ونقدّر جهودكم في إعادة لبنان الى الخارطة الدولية وتطويره في مختلف المجالات، والعمل على إعادة الاستقرار إليه، وستجدون بلغاريا الى جانبكم دائماً للمساعدة.
وردَّ الرئيس عون شاكراً الرئيس البلغاري على استقباله والوفد اللبناني، وقال: «ثمة قواسم مشتركة بين لبنان وبلغاريا، وعلينا البحث في المزيد من التعاون لا سيما على الصعيد السياحي والثقافي والتربوي، وحتى الدعم العسكري، ونسعى الى أن تكون علاقتنا متينة من أجل مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين. ولا بد لي من أن أشكر لكم استقبالكم لأبناء الجالية اللبنانية في بلدكم وتقديم كل الدعم لهم، كما يسعدنا أن نستقبل في لبنان أيضاً أبناء من الجالية البلغارية».
وأوضح الرئيس البلغاري ان لبنان شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي وللتنمية في منطقة الشرق الأوسط.
من جهته، شدّد الرئيس عون على الرغبة في التعاون من خلال إعادة النظر في الاتفاقيات بين البلدين والبالغ عددها خمسة وعشرين اتفاقية، وتحدث عن ضرورة تشكيل وفود مشتركة بين البلدين. وقال: «إن الظروف الآن أفضل بكثير لتعزيز التعاون في مختلف المجالات خصوصاً في إعادة فتح الخط الجوي بين لبنان وبلغاريا».
ثم تطرق البحث الى الوضع في المنطقة وضرورة تعزيز الاستقرار في لبنان ووقف الاعتداءات الإسرائيلية عليه، ولفت الرئيس عون الى عمل القوات الدولية في مجال مراقبة الشاطئ اللبناني، مركّزاً على ضرورة تفعيل التعاون البحري بين البلدين، ولا سيما مع الكلية الحربية في بلغاريا التي من الممكن أن تساعد في تدريب ضباط لبنانيين.
وتم الاتفاق في هذا السياق على أن يتم التواصل بين مسؤولين في وزارة الدفاع في البلدين من أجل هذه الغاية.
مؤتمر صحافي مشترك
وبعد المحادثات الموسّعة، عقد الرئيسان اللبناني والبلغاري مؤتمرا صحافيا استهله الرئيس البلغاري بالقول ان «محادثاتنا مع الرئيس عون تؤكد جهوزيتنا واستعدادنا لنساهم في تعزيز شراكتنا وضمان الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المهمة لكل العالم. وأود أن أهنىء نظيري الرئيس جوزاف عون على جهوده وجهود الحكومة اللبنانية لإعادة لبنان الى طريق الاستقرار، لان هذا ما يهمّ بلدنا والاتحاد الأوروبي. وبالإشارة الى ذلك، فبإمكان بلغاريا أن تلعب دورا مهما في إعادة اعمار لبنان».
ثم ردّ الرئيس عون قائلا: أقولُ إنّ مهمةَ جيشِنا مصيرية في هذه الظروف، لأنّ عليه وحدَه، وأكررُ، وحدَه، من دون شريكٍ له، لا من خارجِ الدولة ولا من خارج لبنان، أن يبسطَ سلطةَ دولتِنا على كامل أراضيها وحدودِها، وأن يفرضَ سيادتَها الكاملة، بحيث تتوقفُ الاعتداءاتُ الاسرائيلية على أرضِنا، وتنسحبُ اسرائيلُ من النقاط التي تحتلُها داخلَ لبنان. وهذا ما يجبُ أن يترافقَ مع مسارٍ تفاوضي، نعتبرُه السبيلَ الوحيدَ لتحقيقِ أهدافِنا الوطنية ومصلحةِ لبنانَ العليا.
تماماً كما سبقَ للبنانَ أن أقدمَ وفاوضَ أكثرَ من عشرِ مرات، وبإجماعِ قواه السياسية الحالية كافة بلا استثناء. واذ شدد على تنفيذ اتفاقِ غزة كاملاً، دعا لتوسيعِ مروحتِه لتشملَ الأزماتِ الأخرى العالقة، بحيث تتوَّجُ هذه المساعي سلاماً شاملاً في منطقتنا. وفق قراراتِ الشرعية الدولية، ومبدأِ حلِ الدولتين، وحقِهما في الوجودِ والحدودِ والأمنِ والأمان.
وختم عون: كانت لنا فرصة للتأكيد على أهميةِ التعاونِ القضائي والجنائي بين بلدينا. خصوصاً في ملفِ انفجارِ مرفأ بيروت، الذي نعتبرُه قضيةً وطنية، لا تراجعَ عن تصميمِنا على كشفِ ملابساتِها وجلاءِ حقيقتها. لا يمكنني إلا أن أقدرَ عالياً، التعاونَ الإيجابي الذي أظهرته السلطاتُ البلغارية المختصة في هذا المجال.
مأدبة غداء
بعد ذلك غادر الرئيسان اللبناني والبلغاري والوفدان المشاركان في المحادثات سيراً من المقر الرئاسي الى مقر النادي العسكري، حيث أقام الرئيس البلغاري مأدبة غداء على شرف ضيفه اللبناني.
في بداية المأدبة عزف النشيدان اللبناني والبلغاري، وتخللها شرب نخبي الرئيسين عون وراديف.
الوصول
وكان الرئيس عون وصل والوفد المرافق الى مطار صوفيا الدولي حيث كان في استقباله في المطار أمين عام وزارة الخارجية البلغارية، ومدير المراسم في رئاسة الجمهورية البلغارية السيد ميركو ايفانوف والسفيرة أبو زين. وبعدما عرض الرئيس عون ثلة من الحرس البلغاري انتقل الى قاعة الشرف ثم انتقل موكبه الى ساحة الكسندر نيفسكي حيث كان في انتظاره الرئيس البلغاري وكبار المسؤولين.
وعزفت الموسيقى النشيدين اللبناني والبلغاري، بعدها عرض الرئيسان حرس الشرف وحيّا الرئيس عون الجنود قائلا: «تحية أيها العسكر». كما وضع عون إكليلا من الزهر على نصب الشهداء ووقف دقيقة صمت، فيما عزفت الموسيقى لحن الشهداء. ومن ساحة القديس الكسندر نيفسكي انتقل الرئيس عون والوفد المرافق الى القصر الرئاسي البلغاري.
وفي برنامج لقاءات الرئيس عون: رئيس مجلس الوزراء روزين جيليازكوف، ورئيسة مجلس النواب ارايا نازاريان، وعدد من المسؤولين البلغار.











































































