اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كتب غسان ريفي في 'سفير الشمال'
رسمت رسالة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى اللبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال الـ82 خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة حملت سلسلة من الثوابت والمسلمات، خصوصا لجهة حضور الدولة الفاعل من الجنوب الى كل الأراضي اللبنانية، دولة واحدة تتعايش فيها كل المكونات التي تشبه بعضها البعض من دون ولاءات خارجية أو الإلتحاق بالوهم، والتأكيد على حتمية حصر السلاح وقرار السلم والحرب، ورفض العيش في منطق اللادولة، وحصر الولاء للوطن وحصر الانتماء الدستوري والقانوني بالدولة والمؤسسات، لإعادة بناء ثقافة الدولة.
رسائل كثيرة أراد الرئيس عون توجيهها في رسالة الاستقلال، أولا من حيث الشكل لجهة الإطلالة من الجنوب وتحديدا من جنوب الليطاني في إشارة الى حضور الدولة الكامل في هذه البقعة والعمل على تحرير النقاط المحتلة فيها بالتعاون مع اللجنة الخماسية، فضلا عن حرص الرئيس عون على أن يضع وراءه العلم اللبناني وشعار الجيش في إشارة الى الدعم المطلق للمؤسسة العسكرية التي أكد أنها تقوم بمهامها الوطنية على أكمل وجه، رغم كل التطاول ورغم الغيوم العابرة في إشارة الى ما تعرضت له المؤسسة العسكرية وقائدها مؤخرا.
أما في المضمون، فقد جاءت الرسالة لتؤكد أن الرئيس عون هو حكم بين اللبنانيين ويقف على مسافة واحدة من الجميع ما يجعله رئيسا وطنيا جامعا لكل الأطراف إلا من يأبى ذلك لغاية في نفس يعقوب.
وكان لافتا دعوة الرئيس عون طرفيّ النزاع في لبنان الى التعاطي بواقعية مع التطورات الاقليمية والتعايش مع تداعياتها وعدم المكابرة أو إنكارها بوجهيها، إن لجهة إعتبار أن لا شيء تبدل وبالتالي الاستمرار بما كان قائما من تشوهات، أو لجهة إعتبار أن ما حصل في المنطقة قضى على جماعة كاملة في لبنان وكأن طائفة لبنانية برمتها قد زالت أو إختفت أو هزمت، مؤكدا أن هؤلاء لبنانيون وهم أهلنا وأبناء الأرض، معترفا بتضحياتهم وبدمائهم وشهادتهم، ومشددا في الوقت نفسه على ضرورة العودة الى حضن الوطن وتحت سقف الدولة الحصري الذي لا سقف سواه بلا إجتهادات ولا إستثناءات.
وبالرغم من تأكيد الرئيس عون إستعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل برعاية أميركية أو أممية أو دولية، وهو ما ينص عليه القرار 1701، إلا أنه شدد على تلازم المسارات العربية في هذا الإطار، متخذا من لقاء الرئيس دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤشرات مشجعه جدا لن يتخلف عنها لبنان خطوة واحدة.
وتحدث الرئيس عون بثقة تامة عن جهوزية الجيش لتسلم النقاط المحتلة، وإستعداد الدولة لأن تتقدم بجدول زمني واضح ومحدد للتسلم، رابطا ذلك بوقف الاعتداءات والخروقات كافة وإنسحاب الجيش الاسرائيلي من كل النقاط، ومبديا الاستعداد لتكليف اللجنة الخماسية بالتأكد من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وبسط سلطتها بقواها الذاتية، ما يؤكد الالتزام الكامل من قبل الدولة اللبنانية بالقرارات الأممية وبإتفاق وقف إطلاق النار، ووضع الجهات الضامنة للإتفاق أمام مسؤوليتها، ووعودها بدعم الجيش اللبناني.
في أول رسالة إستقلال حاكى الرئيس عون أولويات خطاب القسم، ووضع النقاط على الحروف، وقدم مضمونا مدروسا جامعا تمت صياغته وفقا لميزان ذهب، بهدف مراعاة الحساسيات والانقسامات اللبنانية والوصول الى قواسم وطنية مشتركة لا يرفضها أو يمتنع عن الإنخراط فيها إلا من لديه أجندات تختلف مع الطروحات الرئاسية.











































































