اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
تلحّين عليّ في ذاكرتي كلما لملمت وقائع ما يجري اليوم على أرض فلسطين... وتنظرين إليَّ عبر السنين وأتساءل: هل تنوين إعادة تشكيل حكاية من حكاياكِ حيث تستوقفك أحداث غزة ومأساتها التي غدت بما يحدث فيها من إجرام حكاية طغت على كل حكايا الخيال... الدمار والخراب... والجثث التي غدت بديلة عن الزهور والورود التي كانت تشرق بها أرض غزة.. ويدمي قلبك طفل يبحث عن أهله بين الركام... وطفلة تخرج من بين الردم، وأطفال واجمون بانتظار خبز وشربة ماء، وأطفال ملقون في المشافي ولا من علاج.
وأرى دموعاً تنهمر من عينيك وأنت ترمقين مشروع طفلة؛ قلبٌ ينبض.. وروحاً في جسد بدا هيكل عظام.. تتعالى أصوات الإستنكار وشجب ومظاهرات، وإدانات.. ولكن لا حياة لمن تنادي.
والآن ماذا بعد يا شهرزاد.. ماذا ستروين من حكايا بعد أن ذهب الإنسان بكل مقوماته الإنسانية..ٍ ماذا بعد والقلب يقطر دماً.. والدموع تسيل أنهاراً.. علَّها تخفف من وطأة ذاك العصف من الحزن الذي يملأ النفوس.. وتستوقفك دمعة طفلة رسمت داخلك صوراً وروت حكاية:
رسمت الطفلة زهرةً ولوَّنتها.. وبحثت عن قطرات ندى تنثرها عليها فلم تجد سوى دموع مآقيها.. انتفضت الزهرة تحركت وقفزت تعانقها وتمسح دموعها، تربّت الزهرة على كتفها، وتهمس في أذنها وتقول: ما همّ ان اجتاحت طفولتك همجية الكبار.. وأنانية الإنسان.. ولكن يبقى الأمل فينا نحن الأزهار، وكلما نظرتني، رنوت بحنوٍّ إليك، وكلما رسمتني أغدقت محبتي عليك.
انصتت الطفلة.. هدأ روعها لاحت على الوجه الباكي ابتسامة وراحت ترسم زهرات وزهرات لتهديها لكل الأطفال... علّ الطفولة التي سلبها الكبار من الصغار.. تعيدها إلى أطفال غزة والعالم همسات الأزهار.
ضحى الخطيب