اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
فيلم يوكو ياماناكا هو صورة مُتقنة الملاحظة لامرأة شابة تغلي بالإحباطات وتحاول أن تتصالح مع علاقاتها ومكانها في هذا العالم.
نادراً ما يصوّر فيلم ما نوع الجدالات الفوضوية والسخيفة التي يمكن أن تنشأ في العلاقات، لذا فإنّ رؤية فيلم يتجرّأ على ذلك تثير رهبة خاصة.
فيلم «صحراء ناميبيا» من إخراج يوكو ياماناكا، والذي يتميّز بملاحظاته الحادة، يغلي في كثير من الأحيان بغضب بطلته الشابة، كانا (يومي كاواي)، لكنّه أيضاً غالباً ما يكتفي بالتحرّق بهدوء من شدة إحباطاتها تجاه مكانتها في هذا العالم.
الجدالات الصريحة ليست سوى جانب واحد من التزام الفيلم غير المُزيّن بحالة كانا الذهنية. فهي تقلب أجزاء من حياتها رأساً على عقب، أحياناً إلى الأفضل على المدى الطويل، لكنّها لا تستطيع دائماً إعادة تركيب القطع في صورة مستقبل مُرضٍ.
صديقها هوندا (كانيشيرو) يغمرها بالاهتمام في شقتهما المشتركة، لكنّها تندفع نحو علاقة أخرى مع كاتب يُدعى هاياشي (دايتشي كانيكو)، تراه سراً. ووظيفتها المُملة في صالون لإزالة الشعر لا تُساعدها.
ما يتمّم صورة كانا هو الإخراج المُتمكّن والأداء العضوي لشخصيّتها الصعبة.
درامياً، تجد ياماناكا طرقاً غير متوقعة للدخول والخروج من المشاهد، ولديها عين لالتقاط التفاصيل المؤثرة وسط القلق، مثل أكياس الطعام المُرتبة بدقّة في الثلاجة، وتُقلّل من شأن لحظات أخرى، مثل أسلوب الطبيب الخفيف الذي يُشخّص حالة كانا عبر مكالمة (فيديو).
حدّة شخصية كانا (التي تُذكّر بنجاح كيت زوهر الصريح في «أشخاص فعليون») تتحوّل تدريجاً إلى حاجة للاستقرار. لكنّ ياماناكا لا تتعجّل بتبسيط الأمور أو شرح ما تزال كانا تحاول فهمه بنفسها، وهو أمر يُحسب لها بكل تأكيد.