اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
تفاصيل جديدة عن اغتيال نصرالله… لماذا ماطل نتنياهو قبل إعطاء الموافقة على العملية؟
كشفت تقارير إسرائيلية معلومات جديدة بشأن اغتيال الأمين العام السابق لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في أيلول/ سبتمبر 2024.
وسلطت التقارير الضوء على تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت العملية، وتباين المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب التوتر الذي ساد العلاقة مع واشنطن نتيجة التنفيذ المفاجئ للضربة.
وبحسب ما بثته القناة الرسمية الإسرائيلية 'كان 11' مساء الأحد- الاثنين، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- الذي كان متردداً لأسابيع حيال تنفيذ العملية- أعطى الضوء الأخضر لشنّها في اللحظة نفسها التي أنهى فيها خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأشارت القناة إلى أن السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايك هيرتسوغ، أوصى بضرورة إبلاغ الإدارة الأميركية مسبقاً تفادياً لتبعات إعلامية ودبلوماسية، لكن نتنياهو رفض في البداية، قبل أن يرضخ لضغوط قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية، لا سيما وزير الدفاع يوآف غالانت.
وتقرر في النهاية إبلاغ مستشار الأمن القومي الأميركي جاك ساليفان، إلا أن الأخير لم يرد على اتصال السفير، ولم يعلم بالتفاصيل إلا بعد دقائق من تنفيذ الاغتيال. حينها، عبّر عن غضبه الشديد، ووجّه انتقاداً قاسياً لإسرائيل قائلاً: 'أنتم تجعلوننا نبدو كالأغبياء، كنّا نُعدّ لمبادرة وقف إطلاق نار مع لبنان، وأنتم تنفذون اغتيالاً قد يشعل المنطقة'، وفق المصدر ذاته.
ووفق 'كان 11″، تبيّن أن الجهة الأميركية الوحيدة التي علمت مسبقاً كانت وزارة الدفاع، إذ أخبر غالانت نظيره لي أوستن قبل ربع ساعة من تنفيذ الضربة. وقد روى غالانت في مقابلة مع القناة الإسرائيلية '13' تفاصيل المكالمة التي أجراها مع أوستن، قائلاً: 'أبلغته بأننا على وشك تنفيذ اغتيال نصرالله. فقال لي غاضباً: أنتم قد تشعلون حرباً إقليمية. فأجبته: هذا الرجل مسؤول عن مقتل آلاف الإسرائيليين ومئات الأميركيين'.
وأضاف غالانت: 'سألني أوستن: هل أنتم متأكدون من وجوده هناك؟ فأجبته بثقة: لدينا معلومات عالية الدقة تؤكد ذلك'.
وبحسب تقرير 'القناة 13″، فإن إسرائيل كانت قد أعدّت خطة لاغتيال نصرالله منذ حرب تموز/ يوليو 2006، لكنها جمّدتها مراراً خشية الانزلاق إلى مواجهة إقليمية واسعة. غير أن التطورات المتسارعة في أيلول/ سبتمبر 2024، غيّرت المعادلة.
ففي نهاية أيلول/ سبتمر، حصلت إسرائيل على معلومات استخبارية دقيقة تفيد بأن نصرالله سيشارك في اجتماع سري في مقر 'حزب الله' في ضاحية بيروت الجنوبية، في الطابق 14 تحت الأرض. وبحسب صحيفة 'لو باريزيان' الفرنسية، فإن جاسوساً إيرانياً تعاون مع إسرائيل وأبلغها عن توقيت وصول نصرالله، وكان برفقته نائب قائد 'فيلق القدس' في لبنان، عباس نيلفوروشان. وقد حضرا معاً مراسم تشييع القيادي في وحدة المسيّرات، محمد سرور، ثم توجها إلى مقر الاجتماع في حارة حريك.
وفيما قالت الصحيفة الفرنسية إنَّ المعلومات وصلت إلى الجيش الإسرائيلي قبل أربع ساعات فقط من بدء الاجتماع، أفادت 'كان 11' بأن المعلومة كانت متوفرة منذ أيام، وهو ما أتاح لأجهزة الأمن اتخاذ قرار حاسم. وعُقد اجتماع أمني رفيع ضمّ يومها رئيس الأركان هرتسي هليفي، ورئيس 'الموساد' دودي بارنياع، ورئيس 'الشاباك' رونين بار، إلى جانب وزير الدفاع غالانت، وخلصوا جميعاً إلى ضرورة تنفيذ الاغتيال.
ورغم الإجماع الأمني، فإن نتنياهو رفض في البداية المصادقة على تنفيذ العملية، وطلب مهلة للتفكير، بحسب ما نقلته القناة عن غالانت، الذي أصرّ عليه مراراً، واعتبر أن 'هذه فرصة تحدث مرة واحدة في العمر'. لكن نتنياهو بقي متردداً حتى لحظة مغادرته إلى نيويورك لإلقاء خطابه في الجمعية العامة.
وفي نيويورك، أبلغ نتنياهو موافقته النهائية، مشترطاً أن يتم الاغتيال بعد الانتهاء من خطابه. وقد جرى تحديد التوقيت بدقة: الساعة السادسة والثلث مساءً بتوقيت نيويورك، أي بعد دقائق من مغادرته المنصة.
وأكدت القناة أن نتنياهو تلقّى أثناء وجوده في الكواليس، قصاصة ورقية من سكرتيره العسكري، كُتب عليها كلمة واحدة فقط: 'تم'.