اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٧ كانون الأول ٢٠٢٤
يُحذر المسؤولون الأميركيون من أن هذا التحرك التركي قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وهو ما سيشكل تحديًا إضافيًا للمصالح الأميركية في المنطقة.
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن تركيا وحلفاءها من المجموعات المسلحة قد كثفوا تحركاتهم العسكرية على الحدود مع سوريا، في مؤشر إلى أن عملية عسكرية جديدة عبر الحدود قد تكون وشيكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحشود العسكرية التركية تثير قلق واشنطن، التي تخشى أن تكون هذه التحركات تمهيدًا لتوغل جديد في الأراضي السورية.
ووفقًا للتقارير، فإن إلهام أحمد، المسؤولة البارزة في الإدارة المدنية للأكراد في سوريا، قد أبلغت الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن تركيا بصدد شن عملية عسكرية كبيرة ضد مناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا. وقد شددت المصادر الأميركية على أن الحشود التركية هذه تشبه بشكل كبير التحركات التي سبقت الغزو التركي لشمال شرق سوريا في عام 2019.
إقرأ أيضا: مقتل قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي بالجيش الروسي بانفجار في موسكو
القلق الأميركي يتصاعد، حيث يعتبر المسؤولون في واشنطن أن الخطوة التركية قد تؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة، وتزيد من تعقيد الوضع الأمني في سوريا، الذي يشهد بالفعل تدخلات متعددة من دول أجنبية. وتستهدف القوات التركية بشكل أساسي قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، التي تضم في صفوفها مقاتلين أكرادًا، وهو ما يعتبر تهديدًا لأمن تركيا القومي، بسبب ارتباطات بعض الفصائل الكردية بحزب العمال الكردستاني (PKK) الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.
بحسب المصادر، فإن الحشود العسكرية التركية على طول الحدود الشمالية لسوريا تضاعفت في الأسابيع الأخيرة، في خطوة قد تمهد لشن عملية عسكرية ضد مناطق يسيطر عليها الأكراد، خصوصًا في منطقة عين العرب (كوباني) و تل أبيض و رأس العين.
هذه المناطق كانت قد تعرضت لهجمات سابقة من قبل تركيا، التي أطلقت عمليات عسكرية كبيرة في عام 2016 و2019 بذريعة حماية أمنها القومي ومكافحة الإرهاب. وتعكس هذه الحشود العسكرية التركية تحولًا في السياسة التركية في سوريا، حيث تسعى أنقرة إلى إضعاف النفوذ الكردي في المناطق الواقعة شمالي سوريا، وإعادة السيطرة عليها عبر تحالفاتها مع بعض الفصائل السورية المعارضة. وفي الوقت ذاته، يُحذر المسؤولون الأميركيون من أن هذا التحرك التركي قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وهو ما سيشكل تحديًا إضافيًا للمصالح الأميركية في المنطقة.