اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٠ نيسان ٢٠٢٥
اختُتمت الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما، بالتوصل إلى اتفاق على تفعيل المسار الفني من خلال اجتماعات خبراء، على أن تُستأنف المحادثات في جولة ثالثة ستُعقد قريبًا في العاصمة العُمانية مسقط.
وعقد عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، محادثات استمرت قرابة أربع ساعات مع مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وجرت هذه المفاوضات غير المباشرة من خلال وساطة وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، الذي نقل الرسائل بين الطرفين.
وأكدت وزارة الخارجية العُمانية في بيان، أن الجانبين اتفقا على الانتقال إلى المرحلة التالية من المحادثات، بهدف التوصل إلى اتفاق 'عادل، دائم وملزم'، يضمن بقاء إيران خالية من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات عنها، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية السلمية.
كما شدد البيان على أهمية الحوار والتواصل كسبيل لتحقيق تفاهم موثوق يخدم مصالح الأطراف المعنية على المستويين الإقليمي والدولي.
في السياق، قال عراقجي إن المحادثات تسير في 'الاتجاه الصحيح'، وقد تم التفاهم على عقد جلسات فنية بين خبراء الطرفين في سلطنة عمان يوم الأربعاء، يليها اجتماع لكبار المفاوضين يوم السبت. وأكد أن جلسة روما كانت 'مثمرة' وأسفرت عن تفاهمات أوضح حول المبادئ الأساسية للاتفاق المرتقب.
ورغم ذلك، دعا عراقجي إلى عدم الانجرار خلف التكهنات الإعلامية، مشددًا على أن 'الواقع يُصنع خلف طاولة المفاوضات' وليس في وسائل الإعلام. وأشار إلى أن المفاوضات تركز حصريًا على الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات، مضيفًا أن أي حديث خارج هذا الإطار مرفوض من الجانب الإيراني.
كما أكدت طهران تمسكها بخطوطها الحمراء، مثل رفض وقف تخصيب اليورانيوم أو تفكيك أجهزة الطرد المركزي أو تقليص المخزون إلى ما دون مستويات 2015. وأوضحت أن قدراتها العسكرية، وبرنامجها الصاروخي والطائرات المسيّرة، 'ليست موضع تفاوض'.
تباينات إعلامية حول توقف مؤقت للمحادثات
في المقابل، أفادت بعض الوسائل الإعلامية أنّ عراقجي أوقف المفاوضات مؤقتًا لمدة 15 دقيقة بسبب محاولة الجانب الأميركي إدخال قضايا غير نووية. لكن التلفزيون الرسمي الإيراني نفى ذلك، وقال إن الوفد توقف فقط لأداء الصلاة. وأكد أنّ المحادثات تمت وفق نفس آلية الجولة السابقة: كل وفد في قاعة منفصلة، مع تحرك الوزير العُماني بين الطرفين.
وبينما لم يصدر بعد تعليق رسمي من الولايات المتحدة، أكد ترامب للصحفيين أنه 'ضد امتلاك إيران للسلاح النووي'، لكنه قال أيضًا: 'أريد لإيران أن تكون عظيمة ومزدهرة'.
في حين عبّر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم، مؤكدين أنهم لا يستبعدون شنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة.
ضغوط داخلية في إيران
وتسعى طهران إلى اتفاق يُخفف من أزمتها الاقتصادية المتفاقمة، مع استمرار الاحتجاجات الداخلية وتصاعد الغضب الشعبي من الغلاء المعيشي. وقد شهد الريال الإيراني تحسنًا طفيفًا بعد بداية المحادثات، بعدما كان قد تجاوز حاجز المليون مقابل الدولار.
ووصلت إلى طهران مؤخرًا طائرتان من طراز 'إيرباص A330-200' كانت إيران تسعى إليهما منذ سنوات.
وقد تمت الصفقة رغم العقوبات الأميركية، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن منحت موافقة ضمنية، خاصة أن الصفقة تتطلب موافقة وزارة الخزانة الأميركية.
وتُعدّ هذه المفاوضات لحظة مفصلية في تاريخ العلاقة بين البلدين، التي توترت منذ الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن عام 1979.