على طريق الديار

الحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال، لكنها تقوم بعملها كاملا لمعالجة المواضيع الهامة والخطيرة، مثل النزوح السوري ووضع النازحين المعيشي، نتيجة الاوضاع الصعبة على المستوى الاقتصادي والمالي في الجمهورية السورية.

كذلك، فان حكومة تصريف الاعمال تضع على جدول اعمالها كل الملفات لدراستها والتي تهم الشعب اللبناني، الذي يجد من خلال عملها ما يرتاح اليه، وهو يطلب أكثر، لكن المسؤولية تقع على الوزراء الذين يتغيبون عن الجلسات الحكومية، حين يقرر الرئيس ميقاتي وضع البنود الهامة، اضافة الى ان وزراء يهددون ويقررون مقاطعة الجلسات، اذا قامت حكومة تصريف الاعمال ببحث المواضيع الهامة.

لقد دعا ميقاتي لاجتماع في السراي من اجل بحث النزوح السوري، لكن وزراء غابوا عن هذه الجلسة، واضاعوا الفرصة على الشعب اللبناني لمعالجة هذا الموضوع الخطير، ذلك ان لبنان لم يعد يتحمل مزيدا من اللاجئين السوريين، ولو انهم بحالة انسانية صعبة. وبغياب الوزراء عن هذه الجلسة افقدوا النصاب، ولم يحصل بحث موضوع النازحين السوريين.

الجيش اللبناني يقوم بكل واجباته، ويعمل بكل قدراته على وقف النزوح عبر المعابر غير الشرعية، لكن الحدود اللبنانية مع بلاد الشام طويلة جدا، والجيش اللبناني يحتاج الى غطاء سياسي مباشر، والى دعم من مجلس الوزراء.

غياب الوزراء أفقد نصاب الجلسة وتعطل بحث هذا الموضوع، وبقي الجيش لوحده يقوم بهذه المسؤولية، دون اي غطاء سياسي ووطني من السلطة التنفيذية. وللاسف، فان هؤلاء الوزراء هم في ادنى مرتبة من تحمّل المسؤولية.