اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
إكتشف الحزبان تداخل الحسابات والنزعات والنزاعات في الانتخابات البلدية. لذلك، اكتفيا بخوضها في المدن الكبرى لرمزيتها، وانسحبا منها في البلدات والقرى.
دعما أفراداً في لوائح، وأحياناً دعما لوائح من دون أن يتبنيانها علناً. وقد كان لهما في بعض مناطق جبل لبنان مرشحون حزبيون على لوائح متنافسة.
لكن في عاصمة المتن الجديدة-البوشرية والسد، كما في جونية عاصمة كسروان، ومدينة جبيل عاصمة قضائها، خاضا الانتخابات بالتحالف بينهما وبين مستقلين.
مساحة أوسع للمستقلين
يؤكد النائب سليم الصايغ لـ'المدن' أن 'الكتائب اختارت المواجهة في البلدات ذات الرمزية التي لها معنى سياسياً. واخترنا عدم الانحياز إلى أي من اللوائح المتنافسة في كل البلدات والقرى، حتى التي لنا فيها مرشحون حزبيون'. ويشرح: 'كل المدن والقرى والبلدات لها حساباتها المحلية وأحياؤها وحساسياتها وحساباتها، لكن في المدن مساحات مواطنية ومدنية أرحب تُفسح المجال للتعبير عن الخيارات السياسية. من هنا جاء تحالفنا في هذه المدن مع القوات ومع مستقلين، مع كامل المراعاة للتوازنات العائلية'.
هذا ما يؤكده أيضاً مصدر في القوات اللبنانية لـ'المدن'، مشيراً إلى أن 'القوات تجنبت كحزب الانخراط في الانتخابات البلدية مع تشجيع المحازبين والمناصرين على خوضها في بلداتهم وقراهم. لكن في الجديدة وجونية وجبيل، ومع تمسكنا بتمثيل العائلات والتحالف مع المستقلين، أردنا توجيه مجموعة رسائل'. يعدد بعضاً من هذه الرسائل قائلاً: 'أولاً، أردنا التأكيد أننا نعيش زمناً سياسياً جديداً يفترض أن يعكس رأي الناس وخياراتهم. ثانياً، إعطاء أهمية للعمل البلدي الإنمائي في المدن الكبرى كتمهيد للامركزية التي ستطبق حكماً بالقانون، خصوصاً أن هذه البلدات، هي بعد بيروت، أكثر من يساهم في تمويل المالية العامة وتطبيق القانون والالتزام به. من دون أن ننسى أن على البلديات الكبرى أن تقدم أيضاً نموذجاً في الحفاظ على هويتها ووجود أبنائها وتجذرهم بأرضهم مع بناء جسور وانفتاح على كل الجوار'.
يؤكد المصدر أن 'التعاون مع المستقلين هو من صلب خيارات القوات في هذه المرحلة كما في المراحل المقبلة. فالتنوع وتعدد الأصوات من سمات استعادة المجتمع لحيويته، ونحن حريصون عليه طالما أن الخط السياسي والسيادي هو نفسه. بالتالي، ستكون المنافسة على المقاربات والأساليب التي تخدم الناس أكثر، وتحسّن حياتهم وتطور لبنان، ليستعيد وهج الدور والحضور'.
لا يختلف رأي الصايغ عن مقاربة القوات في هذا المجال. ويعطي دليلاً في 'الشراكات التي صغناها، تحديداً في البلديات الثلاث الكبرى. ونتمنى أن نثبّتها أكثر في اتحادات البلديات. نحن وعدد كبير من المستقلين نلتقي على الخيارات الوطنية الجوهرية مع تمايزات في الأسلوب وفي مقاربة عدد من القضايا. وهذا شيء صحي ومطلوب في السياسة، للتعاون في خدمة لبنان كلّ من موقعه'.
ويضيف الصايغ إن الناس هي التي قادت التغيير في بلدات تجذّرت فيها منظومات الفساد والفكر المافيوي و'مين ما أخد إمي صار عمي'. والأحزاب لم تفعل سوى تأمين الإطار وحماية خيارات الناس وحريتهم في إيصال من يمثلونهم'.
لا يحمّل حزبا الكتائب والقوات الانتخابات البلدية والاختيارية أبعاداً كثيرة في السياسة، كما لا ينفيانها عن البلدات الكبرى، الا أنهما لا يريان فيها مؤشراً جديّاً وحاسماً للانتخابات النيابية المقبلة. يعتبران أنهما كرّسا نهجاً جديداً وفوزاً مستحقاً حيث اختارا معاركهما. اتحادات البلديات معركتهما الآنية المقبلة، وبعدها سيفتحان ملف الاستعداد للانتخابات النيابية وموازين القوى والمشاريع.
Follow us on kataeb.org X