اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣ حزيران ٢٠٢٥
البحوث الفلكية توضح حقيقة تعرض مصر لحدوث زلزال كبير في الفترة المقبلة
في لحظات يسودها السكون، قد يقتحم الرعب المشهد بلا مقدمات عندما يضرب الزلزال، تلك القوة الطبيعية التي تذكرنا بعجز الإنسان أمام ضراوة القوى الكونية الهائلة. ليست الزلازل مجرد اهتزازات تمر مرور الكرام، بل هي مواقف فاصلة لها القدرة على تغيير مجرى حياة الأفراد والجماعات بسرعة لا يتخيلها الكثيرون.
ولا تقتصر آثار الزلازل على الدمار المادي وانهيار الأبنية والبنى التحتية، بل تمتد لتطال الجانب الإنساني والاجتماعي بعمق بالغ. فكل منزلق من الركام يخفي قصص هؤلاء الذين فقدوا أوطانهم، وأحلامهم، وأحبتهم الذين لن تعيدهم الأيام. يزرع الزلزال في النفوس مشاعر الفزع والقلق، ويضع قدرة البشر على التلاحم والصمود أمام تحديات الطبيعة على المحك.
عند النظر إلى موقع مصر الجغرافي وموقعها بالنسبة لخرائط الأحزمة الزلزالية العالمية، نجد أن البلاد ليست واقعة فوق واحدة من تلك الأحزمة النشطة المعروفة. لكن على الرغم من ذلك، فإن قرب مصر من مناطق نشطة زلزاليًا على غرار خليج السويس، خليج العقبة، والبحر الأحمر، يجعلها أحيانًا تتأثر ببعض الزلازل المتوسطة التي تحدث هناك.
خلال الفترة الأخيرة، رصد بعض المواطنين في مصر اهتزازات أرضية خفيفة. جميع هذه الزلازل كان مركزها خارج الأراضي المصرية؛ أحدها هزّ الأرض أثناء الساعات الأولى من الفجر وكان مصدره تركيا، وآخر شعر به المصريون جاء من جنوب جزيرة كريت في البحر الأبيض المتوسط. تجدر الإشارة إلى أن منطقة جنوب كريت معروفة بنشاطها الزلزالي المستمر، وفي الأغلب فإن الزلازل التي تقع في تلك المناطق غالبًا ما تمر دون تسبّب بأضرار تُذكر داخل مصر، ولا تشكل تهديدًا مباشرًا للبلاد.
وحول القدرة على التنبؤ بحدوث الزلازل، يؤكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن العلم لم يصل بعد إلى القدرة على التنبؤ الدقيق بوقت حدوث الزلازل أو مكانها. وبالتالي، فإن تكرار الهزات في شرق المتوسط يعد أمرًا معتادًا، والشبكة القومية للزلازل ترصد كل تغيير آنياً وعلى مدار الساعة.
أما بخصوص احتمالية تعرُّض مصر لزلزال عنيف، فقد أوضح رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، شريف الهادي، في تصريحات سابقة، أن مصر مصنفة بين الدول الأقل تعرضاً للزلازل المدمرة إذا ما قورنت بدول تقع مباشرة على أحزمة زلزالية نشطة. ومع أن التاريخ يذكر أن منطقتنا قد تشهد هزات قوية على مدى فترات زمنية طويلة، من غير الممكن تحديد موعد وقوع مثل هذه الزلازل استناداً فقط إلى النشاط الزلزالي المؤخر أو الحالي.
في المجمل، ورغم استشعار عدد من المصريين لبعض الزلازل أو الاهتزازات الأرضية في الآونة الأخيرة، إلا أن معظم هذه الهزات كانت نتيجة لزلازل حدثت خارج مصر ضمن مناطق نشطة. ولأن البلاد ليست مباشرةً فوق أي حزام زلزالي، لا يوجد حتى الآن ما يدل على قرب حدوث زلزال غير معتاد أو كبير على الأراضي المصرية، حسبما تشير البيانات والرصد الحالي من الجهات المختصة.