اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في جنوب لبنان وذلك من خلال الغارات الجوية، وعمليات التوغل البرّي، وتحليق الطيران المسيّر في أجواء المناطق اللبنانية. ففي بلدة بيت ليف الجنوبية، استهدفت أمس مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنية، ما أدى إلى سقوط ضحية وثلاثة جرحى.
كما توغلت قوة مؤللة من الجيش الاسرائيلي مؤلفة من أكثر من 50 جندياً مع جرافتين، متجاوزة الخط الأزرق باتجاه منطقة بئر شعيب شرقي بلدة بليدا، حيث نفذت أعمال تجريف مشبوهة في الأراضي اللبنانية. كما تمّ رصد تقدم لقوة مشاة إسرائيلية إلى مشارف بلدة كفركلا قرب الجدار التقني.
وشهد الجنوب اللبناني بكافة قطاعاته تحليقًا مكثفًا لطائرات الاستطلاع والطيران الحربي الإسرائيلي على مستويات منخفضة، امتد إلى مناطق صيدا، والبقاع، وبعلبك الهرمل، ما خلق حالة من القلق بين المواطنين، في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية.
وفي تطور موازٍ في الضاحية الجنوبية لبيروت، أجرى الجيش اللبناني كشفاً ميدانياً جديداً على مبنى مدمّر سابقًا في منطقة السانت تيريز – الحدث، استجابة لطلب من لجنة الإشراف الخماسية المنبثقة عن القرار 1701، والتي كانت قد تلقت بلاغاً من القوات الاسرائيلية بزعم وجود أسلحة أو عتاد مدفون في المكان. العملية استغرقت ساعات طويلة من الحفر في الأنقاض، بمساعدة آليات ثقيلة، دون العثور على ما يثبت هذه المزاعم حتى الآن.
وفي السياق نفسه، انهار مبنى سكني في شارع عبد النور، بين برج البراجنة والرويس، بعد أن تضرر بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. وأفاد مختار المنطقة بأنّ جرافة كانت تقوم بعمليات إزالة لمبنى مجاور، ما أدى إلى انهيار المبنى المتصدع دون وقوع إصابات.
تهويل وتخويف
الى ذلك، أفادت صحيفة 'الجمهورية' بأنّ أجواء الحذر تبقى مسيطرة على الداخل بصورة عامة، وسط الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة، والتهديدات المتكرّرة في العديد من المناطق.
والخطير هي التوترات والشائعات التي تُضَخّ من غير مصدر، وخصوصاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي حول تحضير إسرائيل لاستهداف جديد واسع النطاق على لبنان، ما انعكس قلقاً كبيراً لدى المواطنين.
ملف السلاح
ويُنتظَر أن يشكّل ملف السلاح بنداً أساسياً في الزيارة المرتقبة للمسؤول الأميركي توماس براك إلى بيروت، فيما برز اتهام صحيفة 'عكاظ' السعودية لـ'حزب الله' بأنّه 'يشكّل العقبة الأساسية والكبرى التي تحول دون قيام دولة لبنانية حقيقية، ذات سيادة كاملة، تسيطر على كامل أراضيها ومؤسساتها'.
وجاء في الصحيفة: 'إنّ كل حديث عن الإصلاح في لبنان، عن النهوض والتغيير والاستقرار، يبقى مجرّد وهم وعبث، طالما لم يُطرَح السؤال الأهم والأكثر إلحاحاً: ماذا عن سلاح 'حزب الله'؟ فهذا الحزب هو الذي يُضعِف مؤسسة الجيش اللبناني، ويمنعها من أداء مهمّاتها السيادية الكاملة، من خلال سلاحه. يجب أن يتحوّل الحزب إلى حزب سياسي مدني بالكامل، من دون جناح عسكري وأي وصاية خارجية. وإلّا فإنّ الدستور اللبناني لن يكون له أي معنى، ولن تكون للانتخابات أي شرعية، ولن يكون لأي خطاب سيادي قيمة حقيقية'.
ولفتت إلى أنّ 'مَن يُريد إنقاذ لبنان يجب عليه أن يرفض هيمنة 'حزب الله'. واللبنانيّون اليوم أمام فرصة تاريخية، وهم مطالَبون أكثر من أي وقت مضى برفع صوتهم عالياً وبوضوح تام ضدّ هذا الواقع المرير. والخيار واضح اليوم أكثر من أي وقت مضى: إمّا دولة لبنانية قوية، وإمّا هيمنة 'حزب الله'. لا يمكن أن يجتمع الاثنان معاً'.