اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
جال وزير الزراعة نزار هاني، يرافقه المدير العام للزراعة المهندس لويس لحود، في بلدة قاع الريم ومحيطها، في إطار سياسة الانفتاح الميداني والشراكة الفاعلة مع المزارعين والمجتمع المحلي، والتقى مزارعي الكرز، واطّلع على واقع الإنتاج، وزار عددًا من التعاونيات والمراكز الزراعية، كما شارك في مهرجان الكرز في بلدة عين داره، في رسالة واضحة مفادها: الزراعة في قلب السياسات التنموية الوطنية.
واستُهلّت الجولة بلقاء موسّع في القاعة العامة لبلدية قاع الريم، جمع فاعليات سياسية وبلدية واقتصادية من المنطقة، إضافة إلى مزارعين وممثلي التعاونيات والمصانع.
بداية، أكد رئيس البلدية غسان صليبا أن زيارة الوزير هاني تعبّر عن التزام فعلي تجاه القطاع الزراعي، ودعا إلى اعتماد الزراعة التعاقدية لمحصول الكرز أسوة بالقمح، مشيرًا إلى الطابع الزراعي- الصناعي المميز للبلدة.
ثم اعتبر رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا أبو فيصل أن التكامل بين الزراعة والصناعة مسؤولية وطنية، وشدد على أهمية تطوير شبكات تسويق عالمية واعتماد تقنيات التجفيف لرفع القيمة المضافة للمنتجات الزراعية.
أما لحود، فأكد اهتمام الوزارة بالكرز ومنتجات قاع الريم، واشار إلى خطة لتحويل البلدة إلى نموذج متكامل للسياحة الزراعية الصناعية، مع برامج جديدة تشمل دعم الحليب، الأسماك، وسلاسل القيمة.
من جهته، رأى رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة منير التيني أن التنوع الزراعي في المنطقة ميزة يجب تعظيمها، ودعا إلى تعزيز التعاون البحثي والوقائي لمكافحة الآفات الزراعية.
ثم عبّر مزارعو قاع الريم، من خلال كلمة ألقاها ممثلهم مارك الرياشي، عن حجم الخسائر غير المسبوقة التي أصابت محصول الكرز هذا الموسم، وحذروا من تراجع هذا الإنتاج إلى مستويات تهدد استمراريته كجزء من هوية البلدة وذاكرتها الزراعية.
وتركزت مطالبهم على ضرورة الدعم العاجل للمزارعين، مكافحة الآفات، تأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار مدعومة، تفعيل التعاونيات، تحسين البنية التحتية الزراعية، وتمكين الشباب للانخراط في العمل الزراعي عبر مبادرات متكاملة.
كما تخلل اللقاء مداخلات وأسئلة تمحورت حول مشاريع المشروع الأخضر، وفتح الأسواق الخليجية أمام الإنتاج اللبناني، وتفعيل التعاونيات، وإنشاء طرق زراعية، ومكافحة الآفات.
وقدّمت المهندسة سافانا جرجس عرضًا تقنيًا حول طرق الوقاية من ذبابة البحر الأبيض المتوسط باستخدام تقنيات المكافحة المتكاملة.
كما تم التداول في عدد من الأسئلة والمداخلات حول المشاريع التنموية، وفتح الأسواق الخليجية، والمشروع الأخضر، وتفعيل التعاونيات، وقدّمت المهندسة سافانا جرجس عرضًا حول طرق مكافحة ذبابة البحر الأبيض المتوسط باستخدام أساليب المكافحة المتكاملة.
وفي ختام اللقاء، شدد هاني على أن الوزارة تعتمد نهجًا إصلاحيًا استراتيجيًا يربط بين الإرشاد، التسويق، والزراعة التعاقدية.وقال: الزراعة لم تعد قطاعًا هامشيًا، بل هي قضية وطنية سيادية ترتبط بالأمن الغذائي، والصمود الاقتصادي، وكرامة الريف، مشيرًا إلى أن الإصلاح الزراعي لا يبدأ من المكاتب، بل من الحقول والناس.
واشار الى اننا نعمل على تعزيز منظومة الإنتاج الزراعي عبر الإرشاد الميداني، وتحديث سلاسل القيمة، وتحفيز التعاونيات، والانتقال من الزراعة الكلاسيكية إلى الزراعة التعاقدية، كخيار استراتيجي يربط بين الإنتاج والتسويق ويخفف من عبء الكلفة على المزارع ويضمن تصريف الإنتاج سلفًا.
وأكد أن قضاء زحلة، وبلداته من قاع الريم إلى القاع، تقدّم أنجح النماذج الوطنية في الزراعة التعاقدية، من البطاطا إلى الحبوب، ومن الصناعات الزراعية إلى المبادرات التعاونية التي بدأت تؤسس لاقتصاد زراعي متكامل.
وشدد على اننا لا نريد مزارعًا قَلِقًا على تصريف إنتاجه، بل مزارعًا شريكًا في السوق، يعرف ما ينتج ولمن، وفق عقود واضحة وعادلة. وهذا ما تعمل الوزارة على ترسيخه في خططها الجديدة.
وأعلن أن تصدير الإنتاج اللبناني يستدعي ضبط الجودة، ومكافحة الآفات، وتعزيز الديبلوماسية الزراعية، وربط استراتيجياتنا الوطنية بأجندات الأمن الغذائي في دول الخليج، مشددًا على أن لبنان يمتلك من التنوّع المناخي، والمهارات البشرية، والمبادرات التعاونية، ما يؤهله ليكون شريكًا فاعلًا في الأمن الغذائي العربي.
وختم مؤكدا أن وزارة الزراعة، رغم محدودية إمكانياتها، ستبقى شريكًا ميدانيًا حقيقيًا إلى جانب الناس، في مواجهة التحديات، وتعزيز الإنتاج، وبناء مستقبل أخضر ومستدام، لافتًا إلى أن قاع الريم يمكن أن تتحوّل إلى نموذج متكامل يجمع الزراعة والصناعة والسياحة البيئية.
بعد اللقاء، قام الوزير والوفد المرافق بجولة على أبرز المشاريع الزراعية في البلدة:
زيارة إلى تعاونية الكرز التصنيعية والاطلاع على تقنيات التجفيف والتوضيبجولة على بساتين الكرز في أعالي قاع الريم لمعاينة الأضرار الناجمة عن تغير المناخزيارة إلى مركز التوضيب والتبريد المخصص للكرز والدراق واللوزمحطة في بلدة عين داره، حيث شارك الوزير في مهرجان الكرزوجال على أجنحة المعرض، مستمعًا إلى هواجس العارضين والمزارعين
وفي ختام المهرجان، ألقى كل من رئيس بلدية عين داره ومعالي الوزير كلمتين بالمناسبة، واختتمت الزيارة بتقديم درع تكريمي للوزيرعربون شكر وامتنان. كما عُقد لقاء تشاوري مع المجلس البلدي للبحث في سبل تعزيز التعاون واستكمال المشاريع الزراعية في المنطقة.